الخلط بين السجود القبلي والبعدي في الصّلاة
من المسائل التي يقع الخلط فيها في أعمال الصلاة مسألة ترقيع الصلاة بمعنى جبر النقص أو الزّيادة حيث يتصوّر البعض أن كلّ نقص يجبر بسجود قبلي وكلّ زيادة يترتّب عليها سجود بعديّ وهذا خطأ في الفهم قد يؤدّي إلى بطلان الصّلاة ذاتها . فالسُّجُودُ الْقَبْلِيُّ يتَرَتَّبَ مِنْ نَقْصِ شَيْءٍ خَفِيفٍ كَالسُّورَةِ الَّتِي تُقْرَأُ مَعَ أُمِّ الْقُرْآنِ أَوْ التَّكْبِيرَتَيْنِ أَوْ التَّشَهُّدَيْنِ وَشَبَهِ ذَلِكَ كَتَحْمِيدَتَيْنِ فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ أَيْ لَا إعَادَةَ وَلَا سُجُودَ، وَفِي الْجَلَّابِ يَسْجُدُ وَهُوَ مُوَافِقٌ لِمَا فِي الْمُخْتَصَرِ فِي تَرْكِ السُّورَةِ أَوْ تَرْكِ التَّشَهُّدَيْنِ. و لَا يَسْجُدُ لِغَيْرِ السُّنَّةِ الْمُؤَكَّدَةِ مِنْ فَرِيضَةٍ ولَا لِنَقْصِ رَكْعَةٍ وَلَا لِنَقْصِ سَجْدَةٍ وَلَا لِتَرْكِ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ كُلِّهَا أَوْ فِي رَكْعَتَيْنِ مِنْهَا وَكَذَلِكَ فِي تَرْكِ الْقِرَاءَةِ فِي رَكْعَةٍ مِنْ الصُّبْحِ. أمّا السجود البعدي لا يسقط مهما طال الزمن، ولا تبطل الصلاة بتركه، وبإمكانه تأديته متى ذكره ، ولو في وقت نهي، ما لم يكن في صلاة فلا يقطعها لأدائه، .ويَتَرَتَّب السُّجُود البعدي لأجل الزِّيَادَة سَوَاء كَانَت الزِّيَادَة من جنس الصَّلَاة كزيادة رَكْعَة أَو سَجْدَة أَو سَلام أم كَانَت من غير جِنْسهَا ككلام الْأَجْنَبِيّ وَيشْتَرط فِي هَذِه الزِّيَادَة أَن تكون قَليلَة سَهوا فَإِن كثرت أبطلت الصَّلَاة سَوَاء كَانَت من جِنْسهَا كأربع رَكْعَات فِي الرّبَاعِيّة وَرَكْعَتَيْنِ فِي الثنائية أم من غير جِنْسهَا ككثير الْكَلَام أَو أكل أَو شرب أَو حك جَسَد وَنَحْو ذَلِك وَكَذَلِكَ فِي الْبطلَان إِن وَقعت عمدا وَلَو قلت كتعمد النفخ وَالْكَلَام.