التمتع

De Didaquest
Aller à la navigationAller à la recherche

أمَّا التَّمتُّع في اللغة: اشتقاقه من الجذر اللغوي متع، وهو يدل على المنفعة، والمُتعة والمَتاع:المنفعة.[٤] وحجُّ التَّمتُّع هو أحد أنواع نسك الحجِّ التي يُحرم بها الحُجَّاج، والمراد به: أن يُحرِم الحاجُّ بالعمرة وحدها في أشهر الحجِّ، فيؤديها، ويتحلَّل من إحرامِه منها فيحلق ويقصِّر، ويبقى في مكَّة حتّى إذا كان اليوم الثَّامن من ذي الحجَّة جدَّد إحرامه للحجِّ من مكانه، ويلزم من حجَّ متمتِّعاً ذبح الهدي، ويكون واجباً في حقِّه؛ لقاء ما تمتَّع به من العمرة إلى الحجِّ.[٥] وقد ورد ذكر حجِّ التَّمتُّع في قول الله تعالى: (...فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَٰلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ

كيفيَّة حجِّ التَّمتُّع إنَّ من أراد من الحُجَّاج أن يحجّ مُتَمتِّعاً فإنّ عليه اتّباع خطوات معيّنة يُمكن ترتيبها وتوضيحها كما يلي:[٣] الإحرام: يُحرِم الحاجّ أول ما يُحرم بالعمرة في أشهر الحجِّ وينويها، وتكون تلبيته بقول: لبيك اللهمّ عمرة، فإذا وصل مكَّة وأدّى العمرة بطوافٍ وسعي، فإنَّه يتحلَّل من إحرامه، فيحلق رأسه أو يقصِّر، ويبقى متحلِّلاً إلى اليوم الثَّامن من شهر ذي الحجَّة. اليوم الثامن من ذي الحجة: وهو اليوم المعروف بيوم التَّروية، فإنًّه يجدِّد إحرامه من مكانه، وينطلق مع سائر الحُجَّاج إلى مِنى، فيصلي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء ويبيت فيها ويصلي فجر اليوم التَّاسع من ذي الحجَّة فيها أيضًا. اليوم التَّاسع من ذي الحجَّة: وهو يوم عرفة، يستعدُّ الحُجَّاج لأداء الركن الأعظم من أركان الحجّ وهو الوقوف بعرفة، فينطلق الحُجَّاج من مِنى إلى عرفة، ومع زوال شمس هذا اليوم ودخول وقت الظُّهر، يصلُّون الظُّهر والعصر قصراً وجمع تقديمٍ، ثمّ يقفون بجبل عرفة، ويستمرُّ وقت الوقوف إلى غروب شمس هذا اليوم، ويستثمرون هذا الوقت الذي يعدُّ من أكثر الأوقات بركةً وعظمةً، بالدُّعاء والابتهال والذِّكر، ثمَّ بعد غروب الشَّمس يتوجَّه الحُجَّاج إلى مزدلفة، فيصلُّون فيها المغرب والعشاء قصراً وجمع تأخيرٍ، ويبيتون فيها ليلتهم، والمبيت في مزدلفة واجبٌ عند جمهور العلماء، ويستحبُّ للحاجِّ أن يلتقط الحصى التي سيرميها عند رمي الجمرات من مزدلفة. اليوم العاشر من ذي الحجَّة: المعروف بيوم النَّحر؛ يتوجَّه فيه الحُجَّاج إلى مِنى، فيقومون برمي الجمرة الكبرى أو جمرة العقبة، فيلقون بسبع حصياتٍ، ويكبِّرون عند رمي كلِّ واحدةٍ، ويقطعون التَّلبية عند الشُّروع برمي الجمرات. ثمَّ يقوم كلُّ من كان حجُّه حجَّ تمتُّع، أو حجَّ قِران، بذبح الهدي الواجب في حقِّهما، وبعدها يتحلَّل الحُجَّاج من الإحرام التَّحلُّل الأول (الأصغر)، فيحلُّ لهم ما كان محظوراً عليهم إلّا الجِماع. وينطلق الحُجّاج بعدها إلى مكَّة لأداء طواف الإفاضة والسَّعي بين الصَّفا والمروة، لمن لم يقدّم السعي عند وصوله لمكة، ومن ثمَّ يتحلَّل الحُجَّاج التَّحلُّل الثَّاني (الأكبر)، ليحلَّ لهم بذلك كلُّ ما كان محظوراً عليهم بلا استثناء. الأيام الحادي عشر والثَّاني عشر والثالث عشر من ذي الحجَّة: وتُعرف بأيّام التَّشريق؛ في اليوم الحادي عشر يعود الحُجَّاج إلى مِنى لرمي الجمرات الثلاث: الجمرة الصغرى، ثمّ الجمرة الوسطى، ثمّ الجمرة الكبرى وتسمّى جمرة العقبة، وفي كلِّ واحدةٍ من هذه الجمرات يرمي الحاجُّ بسبع حصيات، ويفعل الحُجّاج ذلك في اليوم الثاني عشر، وفي اليوم الثالث عشر يكون الحُجَّاج في حلٍّ من أمرهم، فإمَّا أن يبقوا في مِنى ويكرِّروا رمي الجمرات الثلاث كما فعلوا في اليومين السَّابقين، وإمّا أن يتعجّلوا فيغادروا إلى مكَّة لأداء طواف الوداع؛ إيذاناً بانتهاء مناسك الحجِّ واستعداداً لعودتهم إلى ديارهم، وقد جاء في قول الله تعالى: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَىٰ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ).[٧]