الطواف

De Didaquest
Aller à la navigationAller à la recherche

يتضمّن الطواف حِكماً كثيرةً وجليلة؛ لأنّه عبادةٌ لله -عزّ وجلّ-؛ حيث يسكن في قلب الطائف تعظيم الله -تعالى-، ويجعله دائم الذكر له -سبحانه-، فمعظم أفعال العبد في الطواف فيها ذِكرٌ، وتسبيحٌ لله -تعالى-، سواء في مشيه أثناء الطواف، أو استلامه للركن اليماني، أو استلامه للحجر، أو إشارته إليه، عدا عمّا يكون على لسان الطائف من الدعاء المُستمرّ لله -تعالى-، والتكبير، والتعظيم، ويمكن تعريف الطواف بما يأتي:[١] الطواف لغةً: هو دوران الشيء على الشيء. الطواف اصطلاحاً: أن يعبد المسلمُ اللهَ -تعالى-، ويكون ذلك بالدوران حول الكعبة بطريقة مُعيّنة. وقد شُرِع الطواف في الكتاب، والسنّة؛ قال تعالى: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)،[٢]، وعَنِ ابنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عنهما- قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا طاف في الحَجِّ أو العُمْرةِ أوَّلَ ما يَقْدَمُ سعى ثلاثةَ أطوافٍ، ومشى أربعةً، ثم سجَدَ سجدتينِ، ثم يطوفُ بين الصَّفا والمروةِ)،[٣] ولمّا كانت العمرة مُكوّنةً من ثلاثة أركان، كان الطواف أحدها، بحيث لا تصحُّ العمرة دونه.[٤]

طريقة الطواف يبدأ الطائف طوافه من الرُّكن الذي فيه الحجر الأسود، فيستقبل الحجر، ويستلمه*، ويقبّله إن استطاع دون أن يؤذي الناس بمزاحمتهم، ثمّ يجعل جانبه الأيسر إلى جهة البيت، ويبدأ طوافه، ثمّ يمشي ويطوف بالبيت مارّاً بالرُّكن اليمانيّ إلى أن ينتهي برُكن الحَجَر الأسود، وهو المكان الذي بدأ الطواف منه، وتكون بذلك قد تمّت له طَوْفةٌ واحدة، ثمّ يكرّر فِعله حتى تتمّ له سبعُ طوفات