هل هنالك ارتباط بين مفهوم التسخير و الانسان و البيئة ؟
على الرغم من أن محمد صلى الله عليه وسلم عاش في مجتمع بدائي صحراوي، لم يشهد مشكلات تذكر في مجال البيئة، لأن قضية البيئة على النحو الذي نعرفه اليوم لم تظهر إلا بعد رحيله بقرون عديدة، فإن المصطفى - صلى الله عليه وسلم- يجسد في حياته وسيرته منهجاً شاملاً للحفاظ على البيئة، وحمايتها من التلوث، وهذا أحد جوانب عظمته وبعد نظره، إذ انه لفت أنظار البشرية كلها إلى مخاطر لم ينتبه إليها العالم إلا في العصر الراهن. وقدم حلولاً منذ ما يزيد على ألف و400 سنة، بدأ العالم المعاصر اليوم يأخذ بها. يقوم منهجه لعلاج قضايا البيئة على التعايش السلمى بين الإنسان وبيئته، عبر دعوة الناس إلى المحافظة على المصادر الطبيعية من خلال التعامل الراشد معها بعيداً عن الإسراف أو الإفساد فى الأرض ويتضمن هذا المنهج آليات ذاتية للحفاظ على البيئة.ويقدم المصطفى للبشرية في حياته وسيرته الشخصية نموذجاً يحتذى به في الحفاظ على المصادر الطبيعية باعتبارها ملكاً للناس أجمعين وينهى عن استنزافها أو التبذير في استهلاكها . يرتبط هذا المنهج بنظرته للإنسان والكون والحياة، ويشكل حافزاً داخلياً من أجل الحفاظ على بيئته وحمايتها من التلوث، ويرتبط بالغاية الأساسية من خلق الإنسان وهي عبادة الله وإعمار الأرض. وفي هذا المنهج فإن الإنسان هو سيد في الكون وليس سيدا للكون ومن ثم ليس له أن يفعل ما يشاء، وإنما يجب أن يراعي الكائنات والمخلوقات الأخرى التي تعيش معنا باعتبارها أمما أخرى يجب أن نحافظ عليها.