Différences entre versions de « 1الزكاة »

De Didaquest
Aller à la navigationAller à la recherche
Ligne 44 : Ligne 44 :
  
  
تعريف الزكاة الزكاة لغةً الزكاة مَصدرها زكو، وجمعها الزكوات، وللزكاة في اللغة عدد من التعريفات وبيانها على النحو الآتي:[٢] زكاة المال: تطهيره، وتصريفاتها: زكى يزكّي تزكية. الزكاة: الصلاح. يُقال: رجل زكي أي تقي، ورجال أزكياء: أتقياء. الزكاة: النماء، ومنه زكا الزرع يزكو زكاء: أي ازداد ونما، وكلّ شيء ازداد ونما فهو يزكو زكاءً. الزكاة بمعنى الأفضل أو الأليق، يقال: هذا الأمر لا يزكو، أي: لا يَليق. قال الشاعر: والمال يزكو بك مستكبرا  يختال قد أشرف للناظر سُمِّيت الزكاة زكاةً للبَركة التي تَظهر في المال بعد أدائها، يُقال: زكا الشيء يزكو، إذا كثر ودخلت فيه البركة، وقال ابن عرفة في تسميتها: سُمّيت الزكاة بذلك، لأنّ من يؤديها يتزكى إلى الله أي: يتقرب إلى الله بالعمل الصالح، وكلّ من تقرّب إلى الله بعمل صالح فقد تزكى وتقرّب إليه، ومن ذلك قوله تعالى: (يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ).[٣] وقوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا)[٤] أي: قرَّب نفسه إلى الله بالعمل الصالح.[٥] الزكاة في الاصطلاح عرّف العلماء الزكاة بأنها حصّة مُقدّرة من المال فرضها الله عز وجل للمُستحقّين الذين سماهم في كتابه العزيز، ‏أو هي القدر الواجب إخراجه لمستحقيه في المال الذي بلغ نصاباً مُعيّناً بشروط مخصوصة، وقيل هي: مقدار مخصوص في مال مخصوص لطائفة مخصوصة‏، ويطلق لفظ الزكاة على نفس الحصة المخرجة من المال المزكى‏.[٦] الزكاة الشرعيّة قد تُسمّى في لغة القرآن الكريم وسنة رسوله المصطفى - صلى الله عليه وسلم - (صدقة) كما قال تعالى‏:‏ ‏(‏خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)‏،[٧]‏ وفي الحديث الصحيح الذي يرويه عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى اللّه عليه وسلم - لمعاذ حين أرسله إلى اليمن‏:‏ ‏(‏إنك تأتي قومًا أهل كتابٍ فادعُهم إلى شهادةِ أن لا إله إلا اللهُ وأني رسولُ اللهِ فإن هم أطاعوك لذلك فأَعْلِمْهم أنَّ اللهَ افترض عليهم خمسَ صلواتٍ في كلِّ يومٍ وليلةٍ فإن هم أطاعوك لذلك فأَعْلِمْهم أنَّ اللهَ افترض عليهم صدقةً في أموالهم تُؤخذُ من أغنيائِهم وتردُّ على فقرائهم فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائمَ أموالِهم واتَّقِ دعوةَ المظلومِ فإنها ليس بينها وبين اللهِ حجابٌ).[٨]
+
تعريف الزكاة الزكاة لغةً الزكاة مَصدرها زكو، وجمعها الزكوات، وللزكاة في اللغة عدد من التعريفات وبيانها على النحو الآتي:[٢] زكاة المال: تطهيره، وتصريفاتها: زكى يزكّي تزكية. الزكاة: الصلاح. يُقال: رجل زكي أي تقي، ورجال أزكياء: أتقياء. الزكاة: النماء، ومنه زكا الزرع يزكو زكاء: أي ازداد ونما، وكلّ شيء ازداد ونما فهو يزكو زكاءً. الزكاة بمعنى الأفضل أو الأليق، يقال: هذا الأمر لا يزكو، أي: لا يَليق. قال الشاعر: والمال يزكو بك مستكبرا  يختال قد أشرف للناظر سُمِّيت الزكاة زكاةً للبَركة التي تَظهر في المال بعد أدائها، يُقال: زكا الشيء يزكو، إذا كثر ودخلت فيه البركة، وقال ابن عرفة في تسميتها: سُمّيت الزكاة بذلك، لأنّ من يؤديها يتزكى إلى الله أي: يتقرب إلى الله بالعمل الصالح، وكلّ من تقرّب إلى الله بعمل صالح فقد تزكى وتقرّب إليه، ومن ذلك قوله تعالى: (يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ).[٣] وقوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا)[٤] أي: قرَّب نفسه إلى الله بالعمل الصالح.[٥]
  
الرئيسية / أركان الإسلام والإيمان / تعريف الزكاة تعريف الزكاة كتابة محمد ابو خليف - آخر تحديث: ٠٥:٣٦ ، ١٦ فبراير ٢٠١٧ ذات صلة تعريف الزكاة وشروطها مفهوم الزكاة وحكمها تعريف زكاة المال مفهوم الزكاة محتويات ١ الزكاة ٢ تعريف الزكاة ٢.١ الزكاة لغةً ٢.٢ الزكاة في الاصطلاح ٣ مستحقو الزكاة ٤ حكم الزكاة ودليل مشروعيتها ٥ شروط وجوب الزكاة ٦ المراجع الزكاة الزكاة من أهمّ أركان الإسلام بعد الصلاة، وهي التَطهّر والنظافة والنَّماء والزِّيادة؛ فإخراج جزءِ من المال الزائد عن حاجة المسلم لمُستحقّيه من الفقراء والمساكين وغيرهم يطهِّره ويُنمّيه ويبارك فيه -بإذنه تعالى- ويحفظه من الزوال. ورد في القرآن الكريم أنّ الزكاة كانت قد فُرضت على الأمم السابقة؛ حيث جاء الرّسل والأنبياء بفرضيتها قديماً، ثم جاءَ الإسلام وأرسى لها القواعد، والأسس وأوجبها وفق ضوابط وشروط وأحكام، وفصَّل في مُستحقّيها تفصيلاً دقيقاً، حتى اتّضح مفهوم الزكاة لكلّ من أراد أداءها، وظهر لكلّ مُسلم متى تجب عليه ومتى لا تجب، ومن هم أصحابها ومُستحقّوها، قال تعالى في كتابه العزيز: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).[١] تعريف الزكاة الزكاة لغةً الزكاة مَصدرها زكو، وجمعها الزكوات، وللزكاة في اللغة عدد من التعريفات وبيانها على النحو الآتي:[٢] زكاة المال: تطهيره، وتصريفاتها: زكى يزكّي تزكية. الزكاة: الصلاح. يُقال: رجل زكي أي تقي، ورجال أزكياء: أتقياء. الزكاة: النماء، ومنه زكا الزرع يزكو زكاء: أي ازداد ونما، وكلّ شيء ازداد ونما فهو يزكو زكاءً. الزكاة بمعنى الأفضل أو الأليق، يقال: هذا الأمر لا يزكو، أي: لا يَليق. قال الشاعر: والمال يزكو بك مستكبرا  يختال قد أشرف للناظر سُمِّيت الزكاة زكاةً للبَركة التي تَظهر في المال بعد أدائها، يُقال: زكا الشيء يزكو، إذا كثر ودخلت فيه البركة، وقال ابن عرفة في تسميتها: سُمّيت الزكاة بذلك، لأنّ من يؤديها يتزكى إلى الله أي: يتقرب إلى الله بالعمل الصالح، وكلّ من تقرّب إلى الله بعمل صالح فقد تزكى وتقرّب إليه، ومن ذلك قوله تعالى: (يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ).[٣] وقوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا)[٤] أي: قرَّب نفسه إلى الله بالعمل الصالح.[٥] الزكاة في الاصطلاح عرّف العلماء الزكاة بأنها حصّة مُقدّرة من المال فرضها الله عز وجل للمُستحقّين الذين سماهم في كتابه العزيز، ‏أو هي القدر الواجب إخراجه لمستحقيه في المال الذي بلغ نصاباً مُعيّناً بشروط مخصوصة، وقيل هي: مقدار مخصوص في مال مخصوص لطائفة مخصوصة‏، ويطلق لفظ الزكاة على نفس الحصة المخرجة من المال المزكى‏.[٦] الزكاة الشرعيّة قد تُسمّى في لغة القرآن الكريم وسنة رسوله المصطفى - صلى الله عليه وسلم - (صدقة) كما قال تعالى‏:‏ ‏(‏خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)‏،[٧]‏ وفي الحديث الصحيح الذي يرويه عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى اللّه عليه وسلم - لمعاذ حين أرسله إلى اليمن‏:‏ ‏(‏إنك تأتي قومًا أهل كتابٍ فادعُهم إلى شهادةِ أن لا إله إلا اللهُ وأني رسولُ اللهِ فإن هم أطاعوك لذلك فأَعْلِمْهم أنَّ اللهَ افترض عليهم خمسَ صلواتٍ في كلِّ يومٍ وليلةٍ فإن هم أطاعوك لذلك فأَعْلِمْهم أنَّ اللهَ افترض عليهم صدقةً في أموالهم تُؤخذُ من أغنيائِهم وتردُّ على فقرائهم فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائمَ أموالِهم واتَّقِ دعوةَ المظلومِ فإنها ليس بينها وبين اللهِ حجابٌ).[٨] مستحقو الزكاة ورد ذكرُ أصناف ومُستحقّي الزكاة في القرآن الكريم في العديد من المواضع والآيات، ومن أظهر الآيات وأبرزها في ذكر وتفصيل مستحقّي الزكاة قوله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).[٩] ويُمكن بيان مستحقي الزكاة في الآتي:[١٠] الفقراء: عرّف الفقهاء الفقراء بأنَّهم الذين لا يَجدون إلاَّ نصف كفاية العام أو أقل من ذلك لهم ولمن يعولون. المساكين: هم الذين يَجدون نصف كفايتهم فأكثر، ويشمل ذلك القوت من الطعام والشراب والملبس والمسكن والدفء، لكنّهم لا يصلون إلى الكفاية التامّة لهم ولمن يعولون؛ فالفقراء أشد حاجة وعَوَزاً من المساكين، لكن إذا ذُكِرَ المسكين وحده، فإنه يشمل بذلك الفقراء والمساكين، وإذا ذكر الفقير وحده كذلك شمل المساكين، ويجري التفريق بينهما إذا اجتمعا بناءً على ما سبق بيانه. المؤلفة قلوبهم: السادة والقادة ورؤساء القبائل والوجهاء المطاعون في أقوامهم ممّن يعتقد إسلامهم إذا ما أعطوا من الزكاة، أو يرجى كف شرهم بإعطائه، فيؤلَّف قلبه بأن يعطى من مال الزكاة. المُكاتب: هو العبد الذي يتفق مع سيده على أن يشتري نفسه مقابل مبلغٍ يدفعه له على دفعات حسب اتفاقهما، فيُعطى ما يوفى به دين الذي كاتب سيده عليه حتى يعتق نفسه من العبودية. الغارم: هو من لَحِقه دين ولم يستطع إيفاءه في وقته المتفق عليه بينه وبين الدائن، شريطة أن يكون ترتّب عليه ذلك الدّين من أجل أعمال مباحة شرعاً، أو أعمال مُحرَّمة تاب منها، فيُعطى من مال الزكاة إن كان فقيراً محتاجاً ليوفي دينه إعانة له على التوبة. ابن السبيل: هو المسافر الذي انقطعت به السبل، ولم يجد نفقةً ينفق منها على نفسه في غير بلده بشرط أن يكون سفره مباحاً، أو أن يكون السفر في محرَّمٍ تاب منه، فيُعطى من مال الزكاة ما يصل به إلى بلده، حتى إن كان غنيًا في بلده. العاملين على الزكاة: هم كلّ من له عمل في تحصيل الزكاة وجمعها وتقسيمها وتوزيعها على مُستحقّيها، سواء كان العامل على الزكاة جابياً للزكاة أو موزّعاً لها أو حاملاً لها، فكل هؤلاء يُعطون من الزكاة بدلَ جهدِهم في جمع وتوزيع الزكاة وحملها لمُستحقّيها. الغارمين: الغارم نوعان: فمنه: الغارم لإصلاح ذات البين، وهو الذي يُؤلّف بين طائفتين من الناس بينهما شرٌ وفتنة ويَسهى لذلك بماله ووقته حتى يلحق الدين، فيتوسّط للإصلاح بينهم، ويلتزم في ذمته مالاً لإطفاء الفتنة إن كان الأمر فيه مال كدينٍ أو حقٍ مطلوبٍ من أحد الفرقتين، فيُعطى من مال الزكاة حتى لا تجحف هذه الغرامات بسادات القوم من أهل الإصلاح، أو يوهِن ذلك من عزائمهم وإنفاقهم في سبيل الإصلاح، وأمّا النوع الثاني فهو الغارم لنفسه ممّن أصابت ماله جائحة أو مصيبة، أو لحقه دين طارئ، فيُعطى من مال الزكاة بالقدر الذي يوفى فيه دينه. الغازي في سبيل الله: فإنَّه يُعْطَى من مال الزكاة بقدر ما يكفيه في قتاله وغزواته وتنقله لأجلها ذهابًا وإيابًا، وذلك إن لم يكن له شيء معروف يأخذه من بيت المال كراتبٍ شهري أو شيءٍ خاص من الغنائم أو عطية مخصوصة يأخذها لأجل قتاله. حكم الزكاة ودليل مشروعيتها الزكاة واجبة مشروعةٌ بنص الكتاب والسنة والإجماع، فأمّا دليل وجوبها من الكتاب فقول الله تعالى: (وأقيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكَاةَ)،[١١] وكذلك قوله تعالى: ‏(‏خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)‏،[٧]‏ ولقوله تعالى أيضاً: (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادهِ)[١٢] وقوله تعالى: (وَالَّذِينَ فِي أمْوَالِهِمْ حَقٌ مَعْلومٌ لِلسَّائِل واْلمَحْرُومِ)[١٣]. دليل وجوب الزكاة من السنة ما يرويه ابن عباس - رضي اللّه عنهما - قال: قال رسول الله - صلى اللّه عليه وسلم - لمعاذ حين أرسله إلى اليمن‏:‏ ‏(‏إنك تأتي قومًا أهل كتابٍ فادعُهم إلى شهادةِ أن لا إله إلا اللهُ وأني رسولُ اللهِ فإن هم أطاعوك لذلك فأَعْلِمْهم أنَّ اللهَ افترض عليهم خمسَ صلواتٍ في كلِّ يومٍ وليلةٍ فإن هم أطاعوك لذلك فأَعْلِمْهم أنَّ اللهَ افترض عليهم صدقةً في أموالهم تُؤخذُ من أغنيائِهم وتردُّ على فقرائهم فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائمَ أموالِهم واتَّقِ دعوةَ المظلومِ فإنها ليس بينها وبين اللهِ حجابٌ).[٨] وقد أجمعت الأمة الإسلامية على وجوب الزكاة، وحرمة منعها.[١٤]
+
الزكاة في الاصطلاح عرّف العلماء الزكاة بأنها حصّة مُقدّرة من المال فرضها الله عز وجل للمُستحقّين الذين سماهم في كتابه
 +
العزيز، ‏أو هي القدر الواجب إخراجه لمستحقيه في المال الذي بلغ نصاباً مُعيّناً بشروط مخصوصة، وقيل هي: مقدار مخصوص في مال مخصوص لطائفة مخصوصة‏، ويطلق لفظ الزكاة على نفس الحصة المخرجة من المال المزكى‏.[٦] الزكاة الشرعيّة قد تُسمّى في لغة القرآن الكريم وسنة رسوله المصطفى - صلى الله عليه وسلم - (صدقة) كما قال تعالى‏:‏ ‏(‏خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)‏،[٧]‏ وفي الحديث الصحيح الذي يرويه عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى اللّه عليه وسلم - لمعاذ حين أرسله إلى اليمن‏:‏ ‏(‏إنك تأتي قومًا أهل كتابٍ فادعُهم إلى شهادةِ أن لا إله إلا اللهُ وأني رسولُ اللهِ فإن هم أطاعوك لذلك فأَعْلِمْهم أنَّ اللهَ افترض عليهم خمسَ صلواتٍ في كلِّ يومٍ وليلةٍ فإن هم أطاعوك لذلك فأَعْلِمْهم أنَّ اللهَ افترض عليهم صدقةً في أموالهم تُؤخذُ من أغنيائِهم وتردُّ على فقرائهم فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائمَ أموالِهم واتَّقِ دعوةَ المظلومِ فإنها ليس بينها وبين اللهِ حجابٌ).[٨]
  
 +
حكم الزكاة الزكاة فرض بإجماع المسلمين، وإنكار وجوبها كفر، إلا إذا كان المنكر لها حديث عهد بالإسلام، أو كان معذورًا بعدم العلم، فإن علِم وعُلِّم ثم أصر على إنكارها فهو كافر مرتد، أما من منع الزكاة تهاونًا أو بخلًا ففي أمره خلاف بين الفقهاء، فمنهم من قال أنه لا يكفر، ولكنه أتى كبيرة، وهو الصحيح، وآخرون قالوا أنه يكفر.[١]
  
شروط الزكاة من المعروف أنّهُ هناك أمور وشروط يجوز فيها الزكاة على أشخاص وتسقط عن البقية . أن يكون مسلماً : لأنّ الزكاة استوجبت على المؤمنين ولم تستوجب على الكافرين . أن يكون حرّاً : أي بمعنى آخر أن يكون الشخص حر غير معبود أو مملوك وهذا الأمر قد انتهى منذ زمن بعيد ولكن قد تظهر صورتهُ بشكل آخر في الوقت الحالي بحيث يكون الشخص ملك نفسهُ ولهُ الحرية في صرف مالهِ . أن يكون المال المتبرّع بهِ متجدد : أي بمعنى آخر أن يكون المال المتزكّى عنهُ قابل للنماء ويزداد وقابل للزيادة، مثل التجارة في شيء معيّن، أو الأنعام والأغنام والثمار الناتجة من الزراعة، والنقود التي يدخل فيها بعض من الزكاة التي تزداد سواء كانت مملوكة أو ذهباً فهي يدخل فيها الزكاة . الملكيّة للمال : أي بمعنى آخر أن يكون مملوكاً لصاحبهِ إمتلاك تام دون أن يكون مال الغير أو يعمل عليها أو يدخل فيها شريك، ولكن من الممكن أن يكون هناك شريك في المال أو المصلحة ولكن يخرج الزكاة بقيمة المال الذي يكتسبه . أن يمر على المال مدّة حول : والمقصود في هذه النقطة أن يمر على المال عام هجري كامل على المال فهنا يستوجب الزكاة في المال . شروط وجوب الزكاة عندما يريد شخص أن يخرج الزكاة فيجب عليه أن يحسن التصرّف فيها حتّى يأخذ الأجر من الله بشكل كامل دون الدخول في الشك وما الى ذلك . اليتامى والفقراء والمجتاجين وابن السبيل والمجاهدين في سبيل الله : وهم الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه العزيز حيث يجب الزكاة عليهم والتصدّة عليهم وإعطائهم مبلغ من الزكاة . من عليه دين : وهي أن يزكي الشخص عن شخص عليه دين لا يجد من يعطيهِ أو يعينهُ على دينهِ . لا تستوجب الزكاة في الأعمال الخيرية والجمعيات، لأنّها تدخل فيها عامة أهل النّاس للمساعدة
 
  
 +
الحكمة من مشروعية الزكاة ذكر أهل العلم الحِكم من تشريع الله تعالى للزكاة، منها:[٢] إتمام وأكمال لإسلام العبد، كونها ركن من أركان الإسلام، فإن أدّاها المسلم كمل وتم إسلامه. الدلالة على صدق وإخلاص إيمان معطيها، حيث لا يبذل المحب ابتغاء رضى محبوبه إلى ما جبلت نفسه على محبته، كالمال. زكاة أخلاق المزكي، وانتشاله من زمرة البخلاء، وإدخاله في جماعة الكرماء، لإن الإنسان إن عوّد نفسه على الكرم والبذل، في المال أو العلم أو الجاه، فالكرم بذلك أصبح له سجية وخُلقًا. انشراح الصدر، بشرط أن يكون المال خارجًا من نفس طيبة. التحاق المزكي بالمؤمن الكامل، الذي يكمل إيمانه بأن يحب لأخيه ما يحب لنفسه. ترابط المجتمع الإسلامي، وإطفاء شرارة ثورة الفقراء، ومنع جرائم السرقة والسطو والنهب. نجاة مؤديها من حرّ يوم القيامة، وتدفع عنه ميتة السوء، وهي سبب لتكفير الخطايا، وسبب لحلول الخير ونزوله. تنمية المال حسًا ومعنىً، حيث تقي المال من الآفات، وقد يفتح للمتزكي باب الرزق بسسبها.
  
الرئيسية / أركان الإسلام والإيمان / تعريف الزكاة تعريف الزكاة كتابة محمد ابو خليف - آخر تحديث: ٠٥:٣٦ ، ١٦ فبراير ٢٠١٧ ذات صلة تعريف الزكاة وشروطها مفهوم الزكاة وحكمها تعريف زكاة المال مفهوم الزكاة محتويات ١ الزكاة ٢ تعريف الزكاة ٢.١ الزكاة لغةً ٢.٢ الزكاة في الاصطلاح ٣ مستحقو الزكاة ٤ حكم الزكاة ودليل مشروعيتها ٥ شروط وجوب الزكاة ٦ المراجع الزكاة الزكاة من أهمّ أركان الإسلام بعد الصلاة، وهي التَطهّر والنظافة والنَّماء والزِّيادة؛ فإخراج جزءِ من المال الزائد عن حاجة المسلم لمُستحقّيه من الفقراء والمساكين وغيرهم يطهِّره ويُنمّيه ويبارك فيه -بإذنه تعالى- ويحفظه من الزوال. ورد في القرآن الكريم أنّ الزكاة كانت قد فُرضت على الأمم السابقة؛ حيث جاء الرّسل والأنبياء بفرضيتها قديماً، ثم جاءَ الإسلام وأرسى لها القواعد، والأسس وأوجبها وفق ضوابط وشروط وأحكام، وفصَّل في مُستحقّيها تفصيلاً دقيقاً، حتى اتّضح مفهوم الزكاة لكلّ من أراد أداءها، وظهر لكلّ مُسلم متى تجب عليه ومتى لا تجب، ومن هم أصحابها ومُستحقّوها، قال تعالى في كتابه العزيز: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).[١] تعريف الزكاة الزكاة لغةً الزكاة مَصدرها زكو، وجمعها الزكوات، وللزكاة في اللغة عدد من التعريفات وبيانها على النحو الآتي:[٢] زكاة المال: تطهيره، وتصريفاتها: زكى يزكّي تزكية. الزكاة: الصلاح. يُقال: رجل زكي أي تقي، ورجال أزكياء: أتقياء. الزكاة: النماء، ومنه زكا الزرع يزكو زكاء: أي ازداد ونما، وكلّ شيء ازداد ونما فهو يزكو زكاءً. الزكاة بمعنى الأفضل أو الأليق، يقال: هذا الأمر لا يزكو، أي: لا يَليق. قال الشاعر: والمال يزكو بك مستكبرا  يختال قد أشرف للناظر سُمِّيت الزكاة زكاةً للبَركة التي تَظهر في المال بعد أدائها، يُقال: زكا الشيء يزكو، إذا كثر ودخلت فيه البركة، وقال ابن عرفة في تسميتها: سُمّيت الزكاة بذلك، لأنّ من يؤديها يتزكى إلى الله أي: يتقرب إلى الله بالعمل الصالح، وكلّ من تقرّب إلى الله بعمل صالح فقد تزكى وتقرّب إليه، ومن ذلك قوله تعالى: (يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ).[٣] وقوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا)[٤] أي: قرَّب نفسه إلى الله بالعمل الصالح.[٥] الزكاة في الاصطلاح عرّف العلماء الزكاة بأنها حصّة مُقدّرة من المال فرضها الله عز وجل للمُستحقّين الذين سماهم في كتابه العزيز، ‏أو هي القدر الواجب إخراجه لمستحقيه في المال الذي بلغ نصاباً مُعيّناً بشروط مخصوصة، وقيل هي: مقدار مخصوص في مال مخصوص لطائفة مخصوصة‏، ويطلق لفظ الزكاة على نفس الحصة المخرجة من المال المزكى‏.[٦] الزكاة الشرعيّة قد تُسمّى في لغة القرآن الكريم وسنة رسوله المصطفى - صلى الله عليه وسلم - (صدقة) كما قال تعالى‏:‏ ‏(‏خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)‏،[٧]‏ وفي الحديث الصحيح الذي يرويه عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى اللّه عليه وسلم - لمعاذ حين أرسله إلى اليمن‏:‏ ‏(‏إنك تأتي قومًا أهل كتابٍ فادعُهم إلى شهادةِ أن لا إله إلا اللهُ وأني رسولُ اللهِ فإن هم أطاعوك لذلك فأَعْلِمْهم أنَّ اللهَ افترض عليهم خمسَ صلواتٍ في كلِّ يومٍ وليلةٍ فإن هم أطاعوك لذلك فأَعْلِمْهم أنَّ اللهَ افترض عليهم صدقةً في أموالهم تُؤخذُ من أغنيائِهم وتردُّ على فقرائهم فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائمَ أموالِهم واتَّقِ دعوةَ المظلومِ فإنها ليس بينها وبين اللهِ حجابٌ).[٨] مستحقو الزكاة ورد ذكرُ أصناف ومُستحقّي الزكاة في القرآن الكريم في العديد من المواضع والآيات، ومن أظهر الآيات وأبرزها في ذكر وتفصيل مستحقّي الزكاة قوله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).[٩] ويُمكن بيان مستحقي الزكاة في الآتي:[١٠] الفقراء: عرّف الفقهاء الفقراء بأنَّهم الذين لا يَجدون إلاَّ نصف كفاية العام أو أقل من ذلك لهم ولمن يعولون. المساكين: هم الذين يَجدون نصف كفايتهم فأكثر، ويشمل ذلك القوت من الطعام والشراب والملبس والمسكن والدفء، لكنّهم لا يصلون إلى الكفاية التامّة لهم ولمن يعولون؛ فالفقراء أشد حاجة وعَوَزاً من المساكين، لكن إذا ذُكِرَ المسكين وحده، فإنه يشمل بذلك الفقراء والمساكين، وإذا ذكر الفقير وحده كذلك شمل المساكين، ويجري التفريق بينهما إذا اجتمعا بناءً على ما سبق بيانه. المؤلفة قلوبهم: السادة والقادة ورؤساء القبائل والوجهاء المطاعون في أقوامهم ممّن يعتقد إسلامهم إذا ما أعطوا من الزكاة، أو يرجى كف شرهم بإعطائه، فيؤلَّف قلبه بأن يعطى من مال الزكاة. المُكاتب: هو العبد الذي يتفق مع سيده على أن يشتري نفسه مقابل مبلغٍ يدفعه له على دفعات حسب اتفاقهما، فيُعطى ما يوفى به دين الذي كاتب سيده عليه حتى يعتق نفسه من العبودية. الغارم: هو من لَحِقه دين ولم يستطع إيفاءه في وقته المتفق عليه بينه وبين الدائن، شريطة أن يكون ترتّب عليه ذلك الدّين من أجل أعمال مباحة شرعاً، أو أعمال مُحرَّمة تاب منها، فيُعطى من مال الزكاة إن كان فقيراً محتاجاً ليوفي دينه إعانة له على التوبة. ابن السبيل: هو المسافر الذي انقطعت به السبل، ولم يجد نفقةً ينفق منها على نفسه في غير بلده بشرط أن يكون سفره مباحاً، أو أن يكون السفر في محرَّمٍ تاب منه، فيُعطى من مال الزكاة ما يصل به إلى بلده، حتى إن كان غنيًا في بلده. العاملين على الزكاة: هم كلّ من له عمل في تحصيل الزكاة وجمعها وتقسيمها وتوزيعها على مُستحقّيها، سواء كان العامل على الزكاة جابياً للزكاة أو موزّعاً لها أو حاملاً لها، فكل هؤلاء يُعطون من الزكاة بدلَ جهدِهم في جمع وتوزيع الزكاة وحملها لمُستحقّيها. الغارمين: الغارم نوعان: فمنه: الغارم لإصلاح ذات البين، وهو الذي يُؤلّف بين طائفتين من الناس بينهما شرٌ وفتنة ويَسهى لذلك بماله ووقته حتى يلحق الدين، فيتوسّط للإصلاح بينهم، ويلتزم في ذمته مالاً لإطفاء الفتنة إن كان الأمر فيه مال كدينٍ أو حقٍ مطلوبٍ من أحد الفرقتين، فيُعطى من مال الزكاة حتى لا تجحف هذه الغرامات بسادات القوم من أهل الإصلاح، أو يوهِن ذلك من عزائمهم وإنفاقهم في سبيل الإصلاح، وأمّا النوع الثاني فهو الغارم لنفسه ممّن أصابت ماله جائحة أو مصيبة، أو لحقه دين طارئ، فيُعطى من مال الزكاة بالقدر الذي يوفى فيه دينه. الغازي في سبيل الله: فإنَّه يُعْطَى من مال الزكاة بقدر ما يكفيه في قتاله وغزواته وتنقله لأجلها ذهابًا وإيابًا، وذلك إن لم يكن له شيء معروف يأخذه من بيت المال كراتبٍ شهري أو شيءٍ خاص من الغنائم أو عطية مخصوصة يأخذها لأجل قتاله.
+
فضائل الزكاة
  
 +
تحقّق فريضة الزّكاة التّكافل والتّراحم في المجتمع، فمعاني الأخوة والتّكافل في المجتمع الإسلامي لا توجد ولا تتحقّق إلاّ بوجود فريضة الزّكاة، فالزّكاة تشعر الفرد المسلم دائمًا بأّنّ ثمّة من ينتظر عونه ووقوفه بجانبه من إخوانه المسلمين المحتاجين، ولو تخيلنا المجتمع دون الزّكاة لأحجم كثيرٌ من المقتدرين عن دفع زكاة أموالهم لأنّ الأنفس جُبلت على الشّحّ والأنانيّة ولا تتهذّب النّفوس إلا بمنهجٍ ربّاني يرتقي بها لتشعر بمن حولها.
  
الرئيسية / أركان الإسلام والإيمان / تعريف الزكاة تعريف الزكاة كتابة محمد ابو خليف - آخر تحديث: ٠٥:٣٦ ، ١٦ فبراير ٢٠١٧ ذات صلة تعريف الزكاة وشروطها مفهوم الزكاة وحكمها تعريف زكاة المال مفهوم الزكاة محتويات ١ الزكاة ٢ تعريف الزكاة ٢.١ الزكاة لغةً ٢.٢ الزكاة في الاصطلاح ٣ مستحقو الزكاة ٤ حكم الزكاة ودليل مشروعيتها ٥ شروط وجوب الزكاة ٦ المراجع الزكاة الزكاة من أهمّ أركان الإسلام بعد الصلاة، وهي التَطهّر والنظافة والنَّماء والزِّيادة؛ فإخراج جزءِ من المال الزائد عن حاجة المسلم لمُستحقّيه من الفقراء والمساكين وغيرهم يطهِّره ويُنمّيه ويبارك فيه -بإذنه تعالى- ويحفظه من الزوال. ورد في القرآن الكريم أنّ الزكاة كانت قد فُرضت على الأمم السابقة؛ حيث جاء الرّسل والأنبياء بفرضيتها قديماً، ثم جاءَ الإسلام وأرسى لها القواعد، والأسس وأوجبها وفق ضوابط وشروط وأحكام، وفصَّل في مُستحقّيها تفصيلاً دقيقاً، حتى اتّضح مفهوم الزكاة لكلّ من أراد أداءها، وظهر لكلّ مُسلم متى تجب عليه ومتى لا تجب، ومن هم أصحابها ومُستحقّوها، قال تعالى في كتابه العزيز: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).[١] تعريف الزكاة الزكاة لغةً الزكاة مَصدرها زكو، وجمعها الزكوات، وللزكاة في اللغة عدد من التعريفات وبيانها على النحو الآتي:[٢] زكاة المال: تطهيره، وتصريفاتها: زكى يزكّي تزكية. الزكاة: الصلاح. يُقال: رجل زكي أي تقي، ورجال أزكياء: أتقياء. الزكاة: النماء، ومنه زكا الزرع يزكو زكاء: أي ازداد ونما، وكلّ شيء ازداد ونما فهو يزكو زكاءً. الزكاة بمعنى الأفضل أو الأليق، يقال: هذا الأمر لا يزكو، أي: لا يَليق. قال الشاعر: والمال يزكو بك مستكبرا  يختال قد أشرف للناظر سُمِّيت الزكاة زكاةً للبَركة التي تَظهر في المال بعد أدائها، يُقال: زكا الشيء يزكو، إذا كثر ودخلت فيه البركة، وقال ابن عرفة في تسميتها: سُمّيت الزكاة بذلك، لأنّ من يؤديها يتزكى إلى الله أي: يتقرب إلى الله بالعمل الصالح، وكلّ من تقرّب إلى الله بعمل صالح فقد تزكى وتقرّب إليه، ومن ذلك قوله تعالى: (يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ).[٣] وقوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا)[٤] أي: قرَّب نفسه إلى الله بالعمل الصالح.[٥] الزكاة في الاصطلاح عرّف العلماء الزكاة بأنها حصّة مُقدّرة من المال فرضها الله عز وجل للمُستحقّين الذين سماهم في كتابه العزيز، ‏أو هي القدر الواجب إخراجه لمستحقيه في المال الذي بلغ نصاباً مُعيّناً بشروط مخصوصة، وقيل هي: مقدار مخصوص في مال مخصوص لطائفة مخصوصة‏، ويطلق لفظ الزكاة على نفس الحصة المخرجة من المال المزكى‏.[٦] الزكاة الشرعيّة قد تُسمّى في لغة القرآن الكريم وسنة رسوله المصطفى - صلى الله عليه وسلم - (صدقة) كما قال تعالى‏:‏ ‏(‏خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)‏،[٧]‏ وفي الحديث الصحيح الذي يرويه عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى اللّه عليه وسلم - لمعاذ حين أرسله إلى اليمن‏:‏ ‏(‏إنك تأتي قومًا أهل كتابٍ فادعُهم إلى شهادةِ أن لا إله إلا اللهُ وأني رسولُ اللهِ فإن هم أطاعوك لذلك فأَعْلِمْهم أنَّ اللهَ افترض عليهم خمسَ صلواتٍ في كلِّ يومٍ وليلةٍ فإن هم أطاعوك لذلك فأَعْلِمْهم أنَّ اللهَ افترض عليهم صدقةً في أموالهم تُؤخذُ من أغنيائِهم وتردُّ على فقرائهم فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائمَ أموالِهم واتَّقِ دعوةَ المظلومِ فإنها ليس بينها وبين اللهِ حجابٌ).[٨]
+
يقضي صندوق الزّكاة الذي تجمع فيه أموال الزّكاة من المقتدرين على ظاهرة الفقر في المجتمع، فالفقر في المجتمع لا يقتصر على معاناة الفقير، وإنّما قد يمتد إلى آثار اجتماعيّة أخرى في المجتمع الإسلامي، فالفقر يؤدّي إلى الجهل، ويؤدي أحيانًا إلى الانحرافات الأخلاقيّة في المجتمع فيما يسمّيه علماء الاجتماع حديثًا بدائرة الشّيطان، وهي الحلقة التي تتكوّن من سلسلة من الآثار والتّبعات الاجتماعيّة السّيئة النّاتجة عن الفقر أو الجهل والتي تردف بعضها بعضًا. تؤدّي فريضة الزّكاة إلى سدّ ديون المسلمين غير القادرين على السّداد ممّا يحفظ لهم كرامتهم ويشعرهم بالأمان النّفسي والاجتماعي، فالمسلم قد يضطر إلى الاستدانة من النّاس بسبب حاجته لذلك، وقد لا يستطيع سداد ديونه في لحظاتٍ معيّنة، ويكون دفع الزّكاة له جائزًا في هذه الحالة لأنّ الغارمين هم من مصارف الزّكاة المشروعة. تؤدّي فريضة الزّكاة إلى تشغيل نسبةٍ معيّنة من النّاس، وما يسبّبه ذلك من تقليل نسبة المتعطّلين في المجتمع، وتنمية روح التّعاون على البرّ والأخوّة في المجتمع الإسلامي، فمن مصارف الزّكاة دفعها إلى العاملين عليها، وهم الذين يشتغلون في جمعها وتحصليها وحسبتها متفرّغين لذلك. كما تؤدّي فريضة الزّكاة إلى تحصيل أموال تدفع في كلّ عملٍ يبتغى فيه وجه الله، وهذا يندرج تحت مصرف (في سبيل الله)، وإن رأى عددٌ من العلماء أنّ هذا المصرف هو في وجوه الإنفاق على الجهاد في سبيل الله وإعداد الجيوش
  
مستحقو الزكاة ورد ذكرُ أصناف ومُستحقّي الزكاة في القرآن الكريم في العديد من المواضع والآيات، ومن أظهر الآيات وأبرزها في ذكر وتفصيل مستحقّي الزكاة قوله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).[٩] ويُمكن بيان مستحقي الزكاة في الآتي:[١٠] الفقراء: عرّف الفقهاء الفقراء بأنَّهم الذين لا يَجدون إلاَّ نصف كفاية العام أو أقل من ذلك لهم ولمن يعولون. المساكين: هم الذين يَجدون نصف كفايتهم فأكثر، ويشمل ذلك القوت من الطعام والشراب والملبس والمسكن والدفء، لكنّهم لا يصلون إلى الكفاية التامّة لهم ولمن يعولون؛ فالفقراء أشد حاجة وعَوَزاً من المساكين، لكن إذا ذُكِرَ المسكين وحده، فإنه يشمل بذلك الفقراء والمساكين، وإذا ذكر الفقير وحده كذلك شمل المساكين، ويجري التفريق بينهما إذا اجتمعا بناءً على ما سبق بيانه. المؤلفة قلوبهم: السادة والقادة ورؤساء القبائل والوجهاء المطاعون في أقوامهم ممّن يعتقد إسلامهم إذا ما أعطوا من الزكاة، أو يرجى كف شرهم بإعطائه، فيؤلَّف قلبه بأن يعطى من مال الزكاة. المُكاتب: هو العبد الذي يتفق مع سيده على أن يشتري نفسه مقابل مبلغٍ يدفعه له على دفعات حسب اتفاقهما، فيُعطى ما يوفى به دين الذي كاتب سيده عليه حتى يعتق نفسه من العبودية. الغارم: هو من لَحِقه دين ولم يستطع إيفاءه في وقته المتفق عليه بينه وبين الدائن، شريطة أن يكون ترتّب عليه ذلك الدّين من أجل أعمال مباحة شرعاً، أو أعمال مُحرَّمة تاب منها، فيُعطى من مال الزكاة إن كان فقيراً محتاجاً ليوفي دينه إعانة له على التوبة. ابن السبيل: هو المسافر الذي انقطعت به السبل، ولم يجد نفقةً ينفق منها على نفسه في غير بلده بشرط أن يكون سفره مباحاً، أو أن يكون السفر في محرَّمٍ تاب منه، فيُعطى من مال الزكاة ما يصل به إلى بلده، حتى إن كان غنيًا في بلده. العاملين على الزكاة: هم كلّ من له عمل في تحصيل الزكاة وجمعها وتقسيمها وتوزيعها على مُستحقّيها، سواء كان العامل على الزكاة جابياً للزكاة أو موزّعاً لها أو حاملاً لها، فكل هؤلاء يُعطون من الزكاة بدلَ جهدِهم في جمع وتوزيع الزكاة وحملها لمُستحقّيها. الغارمين: الغارم نوعان: فمنه: الغارم لإصلاح ذات البين، وهو الذي يُؤلّف بين طائفتين من الناس بينهما شرٌ وفتنة ويَسهى لذلك بماله ووقته حتى يلحق الدين، فيتوسّط للإصلاح بينهم، ويلتزم في ذمته مالاً لإطفاء الفتنة إن كان الأمر فيه مال كدينٍ أو حقٍ مطلوبٍ من أحد الفرقتين، فيُعطى من مال الزكاة حتى لا تجحف هذه الغرامات بسادات القوم من أهل الإصلاح، أو يوهِن ذلك من عزائمهم وإنفاقهم في سبيل الإصلاح، وأمّا النوع الثاني فهو الغارم لنفسه ممّن أصابت ماله جائحة أو مصيبة، أو لحقه دين طارئ، فيُعطى من مال الزكاة بالقدر الذي يوفى فيه دينه. الغازي في سبيل الله: فإنَّه يُعْطَى من مال الزكاة بقدر ما يكفيه في قتاله وغزواته وتنقله لأجلها ذهابًا وإيابًا، وذلك إن لم يكن له شيء معروف يأخذه من بيت المال كراتبٍ شهري أو شيءٍ خاص من الغنائم أو عطية مخصوصة يأخذها لأجل قتاله
+
حكم مانع الزكاة
 +
أَمَّا حُكْمُ مَانِعِ الزَّكَاةِ:
  
فضل الزكاة
+
- فَمَنْ مَنَعَ الزَّكَاةَ إِنْكَارًا وَجُحُودًا لِفَرْضِيَّتِهَا؛ فَهُوَ كَافِرٌ خَارِجٌ عَنِ الْمِلَّةِ, وَيُقْتَلُ كُفْرًا.
نذكر من فضل الزكاة الآتي:[١]
+
 
 +
- وَمَنْ مَنَعَهَا بُخْلًا مَعَ إِقْرَارِهِ بِوُجُوبِهَا؛ فَهُوَ آثِمٌ بِامْتِنَاعِهِ, وَلَا يُخْرِجُهُ ذَلِكَ عَنِ الْإِسْلَامِ, وَيُؤْخَذُ مِنْهُ قَهْرًا مَعَ التَّعْزِيرِ, وَإِنْ قَاتَلَ دُونَهَا قُتِلَ؛ حَتَّى يَخْضَعَ لِأَمْرِ اللهِ وَيُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ, وَدَلِيلُ ذَلِكَ:
 +
 
 +
*قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} [التوبة: 11].
 +
 
 +
*وَقَوْلُهُ ﷺ: ((أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ؛ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ؛ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ, وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ تَعَالَى)) .
 +
شروط وجوب الزكاة
  
فضائل الزكاة الدينية: إنّ المسلم بأدائها يقوم بأداء ركن من أركان الإسلام، فهي تقرب العبد من الله تعالى، وسبيل لزيادة إيمانه، ويترتب على القيام بها أجر عظيم، قال تعالى: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ)،[٢] ويمحو الله الزكاة الخطايا.
+
1- الإسلام: فلا تقبل من الكافر.
فضائل الزكاة الخُلقية: المزكي يبحق به وصف الرحمة والعطف، وهو من أصحاب السماحة والكرم، والإنفاق في سبيل الله يشرح الصدر ويبسط النفس، وفي الزكاة تطهير لخلق المزكي من الأخلاق المذمومة كالبخل والشح، قال تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا).[٣]
+
2- الحرية: فلا تجب على العبد؛ لأنه لا يملك – وننوه أن العبودية قد قضى عليها الإسلام فلا تجدها في زماننا -.
فضائل الزكاة الاجتماعية: أنّ فيها توسعة على من تجب عليهم الصدقة من الفقراء والمساكين وغيرهم، والزكاة ما في صدور الفقراء من الحقد والضغينة تجاه الأغنياء حين يرون تمتعهم بالأموال وعدم انتفاعهم بها، وفي الزكاة تطهير للأموال وتنميتها وزياة بركتها.
+
3- الملك التام: ومعناه أن يكون المال مملوكاً لصاحبه مستقراً عنده.
 +
4- النماء: ومعناه أن ينمو المال ويزداد بالفعل أو يكون قابلاً للزيادة، كالأنعام التي تتوالد والزروع التي تثمر، والتجارة التي تزداد، والنقود التي تقبل النماء، ودليل هذا قوله صلى الله عليه وسلم: (ليس على المسلم في فرسه ولا عبده صدقة) رواه البخاري. قال الإمام النووي: »هذا الحديث أصل في أن أموال القنية –المعدة للاقتناء- لا زكاة فيها«.
 +
5- الفضل عن الحوائج الأصلية: من مأكل ومشرب، وملبس ومسكن، والنفقة على الزوجة والأبناء، ومن تلزمه نفقتهم.
 +
6- الحول: ومعناه أن يمر على امتلاك النصاب عام هجري، والدليل قوله صلى الله عليه وسلم: (لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول) [رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه بإسناد حسن]. ما عدا الزروع والثمار لقوله تعالى: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} [الأنعام:141]، وكذلك نتاج بهيمة الأنعام، ونماء التجارة؛ إذ حولها حول أصلها.
 +
7- السوم: وهو رعي بهيمة الأنعام بلا مؤنة ولا كلفة، فإذا كان معلوفة أكثر العام ويتكلف في رعيها فليس فيها الزكاة عند الجمهور، لحديث: (في كل إبل سائمة في كل أربعين بنت لبون) [صحيح ابن خزيمة]، وفي كتاب أبي بكر رضي الله عنه قوله: (وفي الصدقة الغنم في سائمتها..) الحديث، [رواه البخاري]. حيث قيّد الزكاة بالسوم.
 +
8- ملك النصاب: والنصاب هو القدر الذي رتب الشارع وجوب الزكاة على بلوغه، فمن لم يملك شيئاً كالفقير فلا شيء عليه، ومن ملك ما دون النصاب فلا شيء عليه، والنصاب يختلف من مال إلى مال
  
  
 +
مستحقي الزكاة
 +
حدد القرآن الكريم الأصناف الثمانية من مستحقي الزكاة في الآية الكريمة{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة:60]،
 +
 +
و لا يجوز صرف الزكاة إلى غير الأصناف الثمانية المذكورة في هذه الآية.  ولتعريف بالأصناف الثمانية نبدأ :-
  
»الدُّنْيَا دَارُ بَلَاءٍ وَابْتِلَاءٍ!
+
    الفقراء : الفقير هو المتصف بالفقر، وهو المحتاج احتياجا لا يبلغ بصاحبه إلى الضراعة والمذلة، وضده الغني.   
»الْحَثُّ عَلَى خُلُقِ الشَّهَامَةِ وَتَفْرِيجِ كُرُبَاتِ الْمُسْلِمِينَ
+
    الْمَسَاكِينِ: ذو المسكنة، وهي المذلّة التي تحصل بسبب الفقر، والمسكين هو المحتاج احتياجا يلجئه إلى الضراعة والمذلة.    فالمسكين أشد حاجة؛ لأن الضراعة تكون عند ضعف الصبر عن تحمل ألم الخصاصة، والأكثر إنما يكون ذلك من شدة الحاجة على نفس المحتاج. وتحت بندي الفقراء والمساكين يمكن إدراج بعض التصنيفات الفرعية هي :
»تَعَلَّمُوا مِنْ دُرُوسِ التَّارِيخِ!
+
        أصحاب الدخول الضعيفة   
»مِنْ سُبُلِ الْقَضَاءِ عَلَى إِدْمَانِ الْمُخَدِّرَاتِ: الْعِلَاجُ بِالْوَسَائِلِ الشَّرْعِيَّةِ وَالطِّبِّيَّةِ وَالِاجْتِمَاعِيَّةِ
+
        الأيتام
»حَالُ الْمُسْلِمِ فِي شَهْرِ الْحَصَادِ
+
        الأرامل
»مُخْتَصَرُ أَحْكَامِ الْأُضْحِيَةِ
+
        المطلقات
»رَحْمَةُ الْإِسْلَامِ بِالْعَالَمِ بِشَهَادَةِ الْغَرْبِيِّينَ
+
        المسنون
»كَيْفَ نُحَقِّقُ الْإِخْلَاصِ وَالتَّقْوَى؟
+
        المرضى
»رَمَضَانَ شَهْرُ الِانْتِصَارَاتِ وَالْأَحْدَاثِ الْعَظِيمَةِ
+
        طالب العلم
»عَوَامِلُ قُوَّةِ بِنَاءِ الدُّوَلِ فِي نَصَائِحَ جَامِعَةٍ لِلنَّبِيِّ ﷺ​
+
        العاطلون عن العمل
»المَوْعِظَةُ الثَّامِنَةَ عَشْرَةَ : ((غَزْوَةُ بَدْرٍ فُرْقَانٌ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ))
+
        أسر المفقودين والسجناء   
»سُنَنُ العِيدِ وَآدَابُهُ
+
        ذووا الاحتياجات الخاصة   
»وَسَائِلُ صِلَةِ الرَّحِمِ
+
        الأسر المتعففة
»التَّرْشِيدُ فِي السُّنَّةِ.. خَاصَّةً فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ
+
        المنكوبون
»الْإِسْلَامُ رَحْمَةٌ فِي السِّلْمِ وَالْحَرْبِ
+
    َالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا: العاملون لأجلها، أي: لأجل الصدقات. ومعنى العمل: السعي والخدمة. وهم العمال الذين يقومون بجمع الزكاة من أصحابها, ويحفظونها, ويوزعونها على مستحقيها بأمر إمام المسلمين, فيعطون من الزكاة قدر أجرة عملهم, إلا إن كان ولي الأمر قد رتّب لهم رواتب من بيت المال على هذا العمل, فلا يجوز أن يعطوا شيئا من الزكاة،وقد تكفلت الدولة حفظها الله بكافة مصاريف العاملين في الصندوق بحيث يعود سهم هؤلاء لبقية المصارف.   
حُكْمُ مَانِعِ الزَّكَاةِ
+
    َالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ: هم الذين تُؤَلّف، أي: تؤَنّس قلوبهم للإسلام من الذين دخلوا في الإسلام بحدثان عهد، أو من الذين يُرَغَّبون في الدخول في الإسلام؛ لأنهم قاربوا أن يسلموا. وللمؤلفة قلوبهم أحوال:
 +
        فمنهم من كان حديث عهد بالإسلام، وعُرِف ضعفٌ حينئذ في إسلامه، مثل أبي سفيان بن حرب، والحارث بن هشام من مسْلَمَة الفتح، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إني أعطي قريشاً أتألفهم لأنهم حديثو عهد بجاهلية) [متفق عليه].   
 +
        ومنهم من هم كفار أشدّاء لكف شرهم مثل عامر بن الطفيل.   
 +
        ومنهم من هم كفار وظهر منهم ميل إلى الإسلام، مثل صفوان بن أمية، حيث قال: لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين وإنه لمن أبغض الناس إليّ، فما زال يعطيني حتى إنه لأحب الخلق إليّ. [رواه مسلم].   
 +
    وَفِي الرِّقَابِ : وهم الأرقاء المكاتبون الذين لا يجدون وفاءً, فيُعطى المكاتب ما يقدر به على وفاء دينه حتى يعتق ويخلص من الرق, ويجوز أن يشتري المسلم من زكاته عبداً فيعتقه, ويجوز أن يفتدى من الزكاة الأسير المسلم; لأن في ذلك فك رقبة المسلم من الأسر من باب أولى؛ لأن الأسر أعظم ضرراً من الرق.   
 +
    الْغَارِمِينَ: والمراد بالغارم المدين, وهو نوعان: أحدهما: غارم لغيره, وهو الغارم لأجل إصلاح ذات البين, بأن يقع بين قبيلتين أو قريتين نزاع في دماء أو أموال, ويحدث بسبب ذلك بينهم شحناء وعداوة, فيتوسط الرجل بالصلح بينهما, ويلتزم في ذمته مالاً عوضاً عما بينهم, ليطفئ الفتنة, فيكون قد عمل معروفاً عظيماً, من المشروع حمله عنه من الزكاة, لئلا تجحف الحمالة بماله, وليكون ذلك تشجيعاً له ولغيره على مثل هذا العمل الجليل, الذي يحصل به كف الفتن والقضاء على الفساد, بل لقد أباح الشارع لهذا الغارم المسألة لتحقيق هذا الغرض؛ ففي صحيح مسلم عن قبيصة, قال: تحملت حمالة, فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: (أقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها). الثاني: الغارم لنفسه, كأن يفتدي نفسه من كفار, أو يكون عليه دين لا يقدر على تسديده, فيعطى من الزكاة ما يسدد به دينه.    
 +
    َفِي سَبِيلِ اللَّهِ: في سبيل الله, بأن يعطى من الزكاة الغزاةُ المتطوعة الذين لا رواتب لهم من بيت المال; لأن المراد بسبيل الله عند الإطلاق الغزو, قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ} وقال تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ}. كما تقام به وسائل الجهاد من آلات وحراسة في الثغور. وكذلك يدخل فيه جهاد الدعوة والكلمة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : (جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم) [رواه أحمد وأبو داود].   
 +
    ابْنِ السَّبِيلِ: وهو المسافر المنقطع به في سفره بسبب نفاد ما معه أو ضياعه; لأن السبيل هو الطريق, فسمي من لزمه ابن السبيل؛ والدليل قوله صلى الله عليه وسلم : (لا تحل الصدقة لغني إلا في سبيل الله وابن السبيل) [رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه], فيعطى ابن السبيل ما يوصِّلُه إلى بلده. وإن كان في طريقه إلى بلدٍ قصدَه, أُعطي ما يوصِّلُه ذلك البلد, وما يرجع به إلى بلده.
  
((حُكْمُ مَانِعِ الزَّكَاةِ))
+
أنواع الزكاة
  
* وَأَمَّا حُكْمُ مَانِعِ الزَّكَاةِ:
+
تجب الزكاة في أنواع خمسة من المال هي:
  
- فَمَنْ مَنَعَ الزَّكَاةَ إِنْكَارًا وَجُحُودًا لِفَرْضِيَّتِهَا؛ فَهُوَ كَافِرٌ خَارِجٌ عَنِ الْمِلَّةِ, وَيُقْتَلُ كُفْرًا.
+
* النقود: سواء كانت سبائك أو مضروبة أو كانت حليا من ذهب أو فضة ونصابها هو (85 غراما) من الذهب والمال.
 +
 
 +
* الفضة: نصابها (700 غراما).
 +
 
 +
* الأنعام وهي: الإبل ونصابها أن تكون خمسا من الإبل لقوله صلى الله عليه وسلم: “ليس فيما دون خمس صدقة” (متفق عليه).
 +
 
 +
* وزكاة البقر: قال صلى الله عليه وسلم: “في كل ثلاثين تبيع، وفي كل أربعين مسنة “( رواه أبو داود والترمذي وصححه ابن حبان والحاكم).
 +
 
 +
* وزكاة الغنم لقول النبي صلى الله عليه وسلم:” في كل أربعين شاة شاة”.
 +
 
 +
زكاة الأنعام
 +
 
 +
النوع ……………. العــــدد ……………. الـواجـب أداؤه
 +
 
 +
الإبــل ………. من 5 إلى 10 ………… ففيها شاة (وهي التي بلغت سنة من الغنم وسنتين من المعز)
 +
 
 +
……………….. من 11 إلى 15 ……… شاتان
 +
 
 +
……………….. من 11 إلى 15 ……… شاتان
 +
 
 +
……………….. من 16 إلى 20 ……… ثلاث شياه
 +
 
 +
……………….. من 21 إلى 25 ……… أربع شياه
 +
 
 +
……………….. من 26 إلى 35 ……… ناقة بنت مخاض (وهي التي لها سنة ودخلت في الثانية)
 +
 
 +
……………….. من 36 إلى 45 ……… بنت لبون (وهي التي لها سنتان ودخلت في الثالثة)
 +
 
 +
……………….. من 46 إلى 60 ……… حقة (وهي التي لها ثلاث سنوات ودخلت في الرابعة)
 +
 
 +
……………….. من 61 إلى 75 ……… جذعة (وهي التي لها أربع سنوات ودخلت في الخامسة)
 +
 
 +
……………….. من 76 إلى 121…….. حقتان (فإن زادت ففي كل أربعين ابنة لبون وفي كل خمسين حقة)
 +
 
 +
البقر ………….. من 30 إلى 39 ……… تبيع (وهو عجل له سنة)
 +
 
 +
……………….. من 40 إلى 60 ……… مسنة وهي ما لها سنتان
 +
 
 +
……………….. من 61 إلى 70 ……… تبيعان
 +
 
 +
……………….. من 71 إلى 80 ……… مسنة وتبيع
 +
 
 +
……………….. من 81 إلى 90 ……… مسنتان
 +
 
 +
……………….. من 91 إلى 100 ……. ثلاثة أتباع
 +
 
 +
……………….. من 101 إلى 109 ….. ثلاث مسنات أو أربعة أتباع
 +
 
 +
الغنم ………….. من 40 إلى 120……… شاة
 +
 
 +
……………….. من 121 إلى 200 …… شاتان (فإذا زادت على الثلاثمائة ففي كل مائة شاة)
 +
 
 +
……………….. من 201 إلى 300 …… ثلاث شياه (ويؤخذ الجذع من الضأن، والثني من المعز)
  
- وَمَنْ مَنَعَهَا بُخْلًا مَعَ إِقْرَارِهِ بِوُجُوبِهَا؛ فَهُوَ آثِمٌ بِامْتِنَاعِهِ, وَلَا يُخْرِجُهُ ذَلِكَ عَنِ الْإِسْلَامِ, وَيُؤْخَذُ مِنْهُ قَهْرًا مَعَ التَّعْزِيرِ, وَإِنْ قَاتَلَ دُونَهَا قُتِلَ؛ حَتَّى يَخْضَعَ لِأَمْرِ اللهِ وَيُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ, وَدَلِيلُ ذَلِكَ:
+
* زكاة التمر والحبوب:
  
*قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} [التوبة: 11].
+
شرط الحب والثمر أن يزهو – يصفر أو يحمر – وأن يفرك الحب وأن يطيب العنب والزيتون لقوله تعالى: “وآتوا حقه يوم حصاده” (الأنعام: 142) ونصابها والواجب فيها إن كانت تسقى بلا كلفة بأن كانت عثرية أو تسقى بماء العيون والأنهار العشر، وإن كانت تسقى بكلفة بأن تسقى بالدلاء والسواني ونحوها ففيها نصف العشر لقوله صلى الله عليه وسلم: “فيما سقت السماء والعيون أو كان عثريا العشر وفيما سقي بالنضح نصف العشر” (متفق عليه).
  
*وَقَوْلُهُ ﷺ: ((أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ؛ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ؛ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ, وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ تَعَالَى)) .
+
وقد أجمع العلماء على أن الزكاة واجبة في الحنطة والشعير والتمر والزبيب، وغيرها لا تجب فيه الزكاة لعدم ورود دليل على ذلك. فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم “بعثه إلى اليمن ليعلم الناس أمر دينهم فأمره ألا يأخذ الزكاة إلا من هذه الأربعة: الحنطة والشعير والتمر والزبيب” (رواه الدارقطني والبيهقي).
  
*وَيَقُولُ هَذَا الْكَلَامَ أَئِمَّتُنَا الْأَعْلَامُ؛ وَمِنْهُمُ الْخَلِيفَةُ الرَّاشِدُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فِي قِتَالِ مَانِعِي الزَّكَاةِ: ((وَاللهِ لَوْ مَنَعُونِي عِنَاقًا –وَهُوَ الْأُنْثَى مِنْ وَلَدِ الْمَعْزِ- كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ؛ لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَيْهَا)). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
+
ونصاب التمر والحبوب خمسة أوسق والوسق، ستون صاعا والصاع أربعة أمداد.
  
«لَقَدْ ثَبَتَ عَنِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- فِي إِحْدَى الرِّوَايَاتِ عَنْهُ: أنَّ تَارِكَ الزَّكَاةِ بُخْلًا يَكْفُرُ كَتَارِكِ الصَّلَاةِ كَسَلًا؛ وَلَكِـنَّ الصَّحِيحَ أَنَّ تَارِكَهَا لَا يَكْفُـرُ، وَالَّذِيِنَ كَفَّرُوا مَانِعَهَا، إِنَّمَا ذَهَبُوا إِلَى نُصُوصٍ، وَأَمَّا النُّصُوصُ الَّتِي أَخَذَ بِهَا الْجُمْهُورُ فَشَيْءٌ آخَرُ.
+
أما الخضر والفواكه فقد رأى الفقهاء السابقون عدم وجوب الزكاة فيها لعدم وجود النص، ولأنها تتعرض للتلف ولا تدخر، أما في عصرنا الحالي فقد وجدت آلات التبريد مما يساعد على الاحتفاظ بها فرأى بعض فقهاء العصر، وفيهم الدكتور القرضاوي وجوب الزكاة فيها بأن تقوم وتضاف إلى المال.
  
فَالَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ الْإِمَامُ أَحْمَدُ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- أَنَّ تَارِكَهَا بُخْلًا يَكْفُرُ كَتَارِكِ الصَّلَاةِ كَسَلًا، الصَّحِيحُ عَلَى خِلَافِهِ، وَهُوَ أَنَّ تَارِكَهَا لَا يَكْفُر.
+
أما العقارات فلا زكاة فيها إلا إذا كانت تذر على صاحبها أموالا فتخرج الزكاة من الأموال لا من قيمة العقار.
  
وَالَّذِينَ كَفَّرُوا مَانِعَهَا بُخْلًا قَالُوا: إِنَّ اللهَ -جَلَّ وَعَلَا- قَالَ: {فَإِنْ تَابُـوا وَأَقَامُـوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} [التوبة: 11].
+
* عروض التجارة: وهي إما رابحة ومحتكرة فإن كانت رابحة قومها المالك بالنقود رأس كل حول، ونصابها نصاب الذهب 85 غراما يجب فيها ربع العشر.
  
فَرَتَّبَ ثُبُوتَ الْأُخُوَّةِ عَلَى هَذِهِ الْأَوْصَافِ الثَّلَاثَةِ: إِنْ تَابُوا مِنَ الشِّرْكِ، وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ، وَآتُوْا الزَّكَاةَ.
+
* الركاز: وهي الكنوز المدفونة من الأموال والجواهر وغيرها من الأشياء النفيسة يؤدى عنها الخمس.
  
وَلَا يُمْكِنُ أَنْ تَنْتَفِيَ الْأُخُوَّةُ فِي الدِّينِ إِلَّا إِذَا خَرَجَ الْإِنْسَانُ مِنْهُ، أَمَّا إِذَا فَعَلَ الْكَبَائِرَ فَهُوَ أَخٌ لَنَا، فَالْقَاتِلُ عَمْدًا، قَالَ اللهُ -جَلَّ وَعَلَا- فِيهِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ ۚ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 178].
+
* الديون: يجب فيها الزكاة على من أيقن الحصول عليها، فتضم إلى باقي المال.
  
فَقَالَ -جَلَّ وَعَلَا-: {مِنْ أَخِيهِ} أَيْ: الْمَقْتُولِ، وَالضَّمِيرُ يَعُودُ عَلَى الْقَاتِلِ، فَجَعَلَ اللهُ الْمَقْتُولَ أَخًا لِلْقَاتِلِ.
+
6 – مصارف الزكاة ومستحقوها.
  
وَقَالَ اللهُ -جَلَّ وَعَلَا- فِي الْمُقْتَتِلِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ: {إنَّما اَلْمُؤمِنونَ إِخْوَة فَأصْلِحوا بَيْنَ أَخَوَيْكُم} [الحجرات: 10]، مَعَ أَنَّ قَتْلَ الْمُؤْمِنِ وَقِتَالَهُ مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ، وَلَا يُمْكِنُ أَنْ تَنْتَفِيَ الْأُخُوَّةُ فِي الدِّينِ إِلَّا بِكُفْرٍ، فَدَلَّ عَلَى كُفْرِ تَارِكِ الزَّكَاةِ.
+
مصارف الزكاة ثمانية ذكرها الله عز وجل في كتابه “إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم” (التوبة: 60).
  
لَا شَكَّ أَنَّ هَذَا الْقَوْلَ لَهُ وَجْهٌ جَيِّدٌ فِي الِاسْتِدْلَالِ بِهَذِهِ الْآيَةِ؛ لَكِنْ دَلَّ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- -وَهُوَ عِنْدَ مُسْلِمٍ فِي «صَحِيحِهِ»- عَلَى أَنَّ الزَّكَاةَ لَيْسَ حُكْمُهَا حُكْم الصَّلَاةِ، حَيْثُ ذَكَرَ النَّبِيُّ ﷺ مَانِعَ زَكَاةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَذَكَرَ عُقُوبَتَهُ، ثُمَّ قَالَ: «ثُمَّ يَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ». وَلَوْ كَانَ كافرًا لَمْ يَكُنْ لَهُ إِلَى الْجَنَّةِ مِنْ سَبِيلٍ» .
+
الفقراء: الفقير من لم يكن لديه من المال ما يسد حاجته وحاجة من يعول.
  
«فَالِاتِّفَاقُ وَاقِعٌ عَلَى أَنَّ مَنْ جَحَدَ وُجُوبَ الزَّكَاةِ وَأَنْكَرَ فَرْضِيَّتَهَا، فَهُوَ كَافِرٌ مُرْتَدٌّ بِالْإِجْمَاعِ .
+
المسكين: وهو قد يكون أخف فقرا من الفقير أو أشد.
  
وَأَمَّا مَنْ أَقَرَّ بِوُجُوبِهَا وَامْتَنَعَ مِنْ أَدَائِهَا، فَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَحْمَدَ أَنَّهُ كَفَّرَ تَارِكَهَا بُخْلًا، كَتَارِكِ الصَّلَاةِ كَسَلًا، وَقَوَّى هَذِهِ الرِّوَايَةَ بَعْضُ الْحَنَابِلَةِ .
+
العاملون عليها: وهم الجباة والسعاة الذين يسعون لجمعها.
  
وَذَهَبَ الْجُمْهُورُ إِلَى أَنَّ مَنْ مَنَعَ الزَّكَاةَ بُخْلًا مِنْ غَيْرِ جُحُودٍ لِفَرْضِيَّتِهَا وَلِرُكْنِيَّتِهَا فِي الْإِسْلَامِ الْعَظِيمِ؛ فَهُوَ مُرْتَكِبٌ لِكَبِيرَةٍ -لِكَبِيرَةٍ مِنْ كَبَائِرِ الْإِثْمِ، وَعَظِيمَةٍ مِنْ عَظَائِمِهِ-؛ لَكِنَّهُ لَا يَخْرُجُ مِنَ الْمِلَّةِ مَا دَامَ مُقِرًّا بِوُجُوبِهَا، وَهَذَا هـُوَ الصَّوَابُ» .
+
المؤلفة قلوبهم: المؤلف قلبه الرجل المسلم يكون ضعيف الإسلام وتكون له الكلمة النافذة في قومه، فيعطى من الزكاة تأليفا لقلبه، وجمعا له على الإسلام رجاء أن يعم نفعه ويكف شره.
  
وَأَمَّا الزَّكَاةُ، فَمَعْلُومٌ أَنَّ اللهَ -جَلَّ وَعَلَا- مَا مِنْ أَمْرٍ مِنْ أَوَامِرِهِ، وَمَا مِنْ نَهْيٍ مِنْ نَوَاهِيهِ، مَا مِنْ تَكْلِيفٍ كَلَّفَ بِهِ الْإِنْسَانَ -هَذَا فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِمَا شُرِعَ-، فَمَا مِنْ أَمْرٍ مِنَ الشَّرَائِعِ، وَكَذَا مَا مِنْ أَمْرٍ مِنْ هَذَا الْكَوْنِ مِمَّا قَدَّرَهُ اللهُ وَقَضَاهُ، إِلَّا وَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى الْحِكْمَةِ.
+
في الرقاب: هم العبيد والرقيق الذين يرجى تحريرهم.
  
فَالْحِكْمَةُ ظَاهِرَةٌ لَائِحَةٌ جَلِيَّةٌ فِي كَوْنِهِ -جَلَّ وَعَلَا- وَفِي شَرْعِهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-
+
الغارمون: الغارم هو المدين المعسر الذي تحمل دينا في غير معصية الله ورسوله فيعطى من الزكاة ما يسد به دينه.
  
أنواع الزّكاة النقود: سواءً كانت النّقود على شكلِ أوراقٍ نقدية، أو سبائكَ من الذَّهب؛ فتجب فيها الزَّكاة، ونصابها بما يُساوي خمسة وثمانين غراماً من النّقود والذّهب. الفضّة: نِصاب الفضّة الذي تَجِبُ فيها الزَّكاة سبعمئة غرام. الأنعام: هي الإبل، ونِصاب الإبل الذي تَجِبُ فيه الزَّكاة خمساً من الإبل. زكاة البقر: نِصابُ البقر الذي تَجِبُ فيه الزَّكاة ما يَنطبِقُ على قول الرسول - عليه الصلاة والسلام -: "في كلِّ ثلاثينَ تبيع، وفي كلّ أربعين مسنة" زكاة الغنم: نِصابُ الغنم الذي تَجِبُ فيه الزَّكاة أربعون شاة، وفي كلّ أربعين الزّكاة بشاة واحدة. زكاة التّمر والحبوب: التّمور والحبوب التي تَجِبُ فيها الزكاة، هي التي يَصفرُّ لونها ويَحمرُّ وتَنضَج، والحبوب التي يَتم حَصادُها، وتَجِبُ الزَّكاة في التّمر، والحنطة، والشَعير، والزَبيب، والقمح ولا تجب في الخضروات والفواكه؛ لأنَها لا تُخزَّن وتَتَلف بِسرعة. عروض التجارة: عروض التجارة الرَّابحة أو المُحتَكرة، تَجبُ عليها الزَّكاة، ونِصابُها كِنصابِ الذَّهب والنّقود، بما مِقدارُهُ خمس وثمانون غراماً من الذَّهب. الركاز: وتشمل الكنوز المَدفونة، كالذَّهب، والجواهر، والتّحف، والجداريات، وقيمة زكاتها الخمس. الديون: تجب الزّكاة في الديون التي يَتمُّ تَحصيلها على وجهِ اليقين؛ بحيثُ تتمُّ إضافتها للأموال
+
في سبيل الله: المراد به العمل الموصل إلى مرضاة الله وجناته وأخصه الجهاد لتبليغ كلمة الله تعالى، وكذلك المصالح الشرعية كعمارة المساجد وبناء المستشفيات والمدارس والملاجئ لليتامى.
  
 +
ابن السبيل: هو المنقطع عن بلده فيعطى من الزكاة ما يسد حاجته في غربته وإن كان غنيا في بلاده، نظرا لما عرض له من فقر أثناء سفره وانقطاعه
  
 
<!-- ******** Début Fiche Didactique Definition ********************-->
 
<!-- ******** Début Fiche Didactique Definition ********************-->

Version du 16 janvier 2020 à 00:33


Autres Fiches Conceptuelles
Posez une Question


(+)

Target Icon.pngVotre Publicité sur le Réseau Target Icon.png

Puce-didaquest.png Traduction


More-didaquest.png Traductions


Puce-didaquest.png Définition

Domaine, Discipline, Thématique


More-didaquest.png Justification


Définition écrite

الزكاة: الزكاة من أهمّ أركان الإسلام بعد الصلاة، وهي التَطهّر والنظافة والنَّماء والزِّيادة؛ فإخراج جزءِ من المال الزائد عن حاجة المسلم لمُستحقّيه من الفقراء والمساكين وغيرهم يطهِّره ويُنمّيه ويبارك فيه -بإذنه تعالى- ويحفظه من الزوال. ورد في القرآن الكريم أنّ الزكاة كانت قد فُرضت على الأمم السابقة؛ حيث جاء الرّسل والأنبياء بفرضيتها قديماً، ثم جاءَ الإسلام وأرسى لها القواعد، والأسس وأوجبها وفق ضوابط وشروط وأحكام، وفصَّل في مُستحقّيها تفصيلاً دقيقاً، حتى اتّضح مفهوم الزكاة لكلّ من أراد أداءها، وظهر لكلّ مُسلم متى تجب عليه ومتى لا تجب، ومن هم أصحابها ومُستحقّوها، قال تعالى في كتابه العزيز: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).[١]


تعريف الزكاة الزكاة لغةً الزكاة مَصدرها زكو، وجمعها الزكوات، وللزكاة في اللغة عدد من التعريفات وبيانها على النحو الآتي:[٢] زكاة المال: تطهيره، وتصريفاتها: زكى يزكّي تزكية. الزكاة: الصلاح. يُقال: رجل زكي أي تقي، ورجال أزكياء: أتقياء. الزكاة: النماء، ومنه زكا الزرع يزكو زكاء: أي ازداد ونما، وكلّ شيء ازداد ونما فهو يزكو زكاءً. الزكاة بمعنى الأفضل أو الأليق، يقال: هذا الأمر لا يزكو، أي: لا يَليق. قال الشاعر: والمال يزكو بك مستكبرا يختال قد أشرف للناظر سُمِّيت الزكاة زكاةً للبَركة التي تَظهر في المال بعد أدائها، يُقال: زكا الشيء يزكو، إذا كثر ودخلت فيه البركة، وقال ابن عرفة في تسميتها: سُمّيت الزكاة بذلك، لأنّ من يؤديها يتزكى إلى الله أي: يتقرب إلى الله بالعمل الصالح، وكلّ من تقرّب إلى الله بعمل صالح فقد تزكى وتقرّب إليه، ومن ذلك قوله تعالى: (يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ).[٣] وقوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا)[٤] أي: قرَّب نفسه إلى الله بالعمل الصالح.[٥]

الزكاة في الاصطلاح عرّف العلماء الزكاة بأنها حصّة مُقدّرة من المال فرضها الله عز وجل للمُستحقّين الذين سماهم في كتابه

العزيز، ‏أو هي القدر الواجب إخراجه لمستحقيه في المال الذي بلغ نصاباً مُعيّناً بشروط مخصوصة، وقيل هي: مقدار مخصوص في مال مخصوص لطائفة مخصوصة‏، ويطلق لفظ الزكاة على نفس الحصة المخرجة من المال المزكى‏.[٦] الزكاة الشرعيّة قد تُسمّى في لغة القرآن الكريم وسنة رسوله المصطفى - صلى الله عليه وسلم - (صدقة) كما قال تعالى‏:‏ ‏(‏خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)‏،[٧]‏ وفي الحديث الصحيح الذي يرويه عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى اللّه عليه وسلم - لمعاذ حين أرسله إلى اليمن‏:‏ ‏(‏إنك تأتي قومًا أهل كتابٍ فادعُهم إلى شهادةِ أن لا إله إلا اللهُ وأني رسولُ اللهِ فإن هم أطاعوك لذلك فأَعْلِمْهم أنَّ اللهَ افترض عليهم خمسَ صلواتٍ في كلِّ يومٍ وليلةٍ فإن هم أطاعوك لذلك فأَعْلِمْهم أنَّ اللهَ افترض عليهم صدقةً في أموالهم تُؤخذُ من أغنيائِهم وتردُّ على فقرائهم فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائمَ أموالِهم واتَّقِ دعوةَ المظلومِ فإنها ليس بينها وبين اللهِ حجابٌ).[٨]

حكم الزكاة الزكاة فرض بإجماع المسلمين، وإنكار وجوبها كفر، إلا إذا كان المنكر لها حديث عهد بالإسلام، أو كان معذورًا بعدم العلم، فإن علِم وعُلِّم ثم أصر على إنكارها فهو كافر مرتد، أما من منع الزكاة تهاونًا أو بخلًا ففي أمره خلاف بين الفقهاء، فمنهم من قال أنه لا يكفر، ولكنه أتى كبيرة، وهو الصحيح، وآخرون قالوا أنه يكفر.[١]


الحكمة من مشروعية الزكاة ذكر أهل العلم الحِكم من تشريع الله تعالى للزكاة، منها:[٢] إتمام وأكمال لإسلام العبد، كونها ركن من أركان الإسلام، فإن أدّاها المسلم كمل وتم إسلامه. الدلالة على صدق وإخلاص إيمان معطيها، حيث لا يبذل المحب ابتغاء رضى محبوبه إلى ما جبلت نفسه على محبته، كالمال. زكاة أخلاق المزكي، وانتشاله من زمرة البخلاء، وإدخاله في جماعة الكرماء، لإن الإنسان إن عوّد نفسه على الكرم والبذل، في المال أو العلم أو الجاه، فالكرم بذلك أصبح له سجية وخُلقًا. انشراح الصدر، بشرط أن يكون المال خارجًا من نفس طيبة. التحاق المزكي بالمؤمن الكامل، الذي يكمل إيمانه بأن يحب لأخيه ما يحب لنفسه. ترابط المجتمع الإسلامي، وإطفاء شرارة ثورة الفقراء، ومنع جرائم السرقة والسطو والنهب. نجاة مؤديها من حرّ يوم القيامة، وتدفع عنه ميتة السوء، وهي سبب لتكفير الخطايا، وسبب لحلول الخير ونزوله. تنمية المال حسًا ومعنىً، حيث تقي المال من الآفات، وقد يفتح للمتزكي باب الرزق بسسبها.

فضائل الزكاة

تحقّق فريضة الزّكاة التّكافل والتّراحم في المجتمع، فمعاني الأخوة والتّكافل في المجتمع الإسلامي لا توجد ولا تتحقّق إلاّ بوجود فريضة الزّكاة، فالزّكاة تشعر الفرد المسلم دائمًا بأّنّ ثمّة من ينتظر عونه ووقوفه بجانبه من إخوانه المسلمين المحتاجين، ولو تخيلنا المجتمع دون الزّكاة لأحجم كثيرٌ من المقتدرين عن دفع زكاة أموالهم لأنّ الأنفس جُبلت على الشّحّ والأنانيّة ولا تتهذّب النّفوس إلا بمنهجٍ ربّاني يرتقي بها لتشعر بمن حولها.

يقضي صندوق الزّكاة الذي تجمع فيه أموال الزّكاة من المقتدرين على ظاهرة الفقر في المجتمع، فالفقر في المجتمع لا يقتصر على معاناة الفقير، وإنّما قد يمتد إلى آثار اجتماعيّة أخرى في المجتمع الإسلامي، فالفقر يؤدّي إلى الجهل، ويؤدي أحيانًا إلى الانحرافات الأخلاقيّة في المجتمع فيما يسمّيه علماء الاجتماع حديثًا بدائرة الشّيطان، وهي الحلقة التي تتكوّن من سلسلة من الآثار والتّبعات الاجتماعيّة السّيئة النّاتجة عن الفقر أو الجهل والتي تردف بعضها بعضًا. تؤدّي فريضة الزّكاة إلى سدّ ديون المسلمين غير القادرين على السّداد ممّا يحفظ لهم كرامتهم ويشعرهم بالأمان النّفسي والاجتماعي، فالمسلم قد يضطر إلى الاستدانة من النّاس بسبب حاجته لذلك، وقد لا يستطيع سداد ديونه في لحظاتٍ معيّنة، ويكون دفع الزّكاة له جائزًا في هذه الحالة لأنّ الغارمين هم من مصارف الزّكاة المشروعة. تؤدّي فريضة الزّكاة إلى تشغيل نسبةٍ معيّنة من النّاس، وما يسبّبه ذلك من تقليل نسبة المتعطّلين في المجتمع، وتنمية روح التّعاون على البرّ والأخوّة في المجتمع الإسلامي، فمن مصارف الزّكاة دفعها إلى العاملين عليها، وهم الذين يشتغلون في جمعها وتحصليها وحسبتها متفرّغين لذلك. كما تؤدّي فريضة الزّكاة إلى تحصيل أموال تدفع في كلّ عملٍ يبتغى فيه وجه الله، وهذا يندرج تحت مصرف (في سبيل الله)، وإن رأى عددٌ من العلماء أنّ هذا المصرف هو في وجوه الإنفاق على الجهاد في سبيل الله وإعداد الجيوش

حكم مانع الزكاة أَمَّا حُكْمُ مَانِعِ الزَّكَاةِ:

- فَمَنْ مَنَعَ الزَّكَاةَ إِنْكَارًا وَجُحُودًا لِفَرْضِيَّتِهَا؛ فَهُوَ كَافِرٌ خَارِجٌ عَنِ الْمِلَّةِ, وَيُقْتَلُ كُفْرًا.

- وَمَنْ مَنَعَهَا بُخْلًا مَعَ إِقْرَارِهِ بِوُجُوبِهَا؛ فَهُوَ آثِمٌ بِامْتِنَاعِهِ, وَلَا يُخْرِجُهُ ذَلِكَ عَنِ الْإِسْلَامِ, وَيُؤْخَذُ مِنْهُ قَهْرًا مَعَ التَّعْزِيرِ, وَإِنْ قَاتَلَ دُونَهَا قُتِلَ؛ حَتَّى يَخْضَعَ لِأَمْرِ اللهِ وَيُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ, وَدَلِيلُ ذَلِكَ:

  • قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} [التوبة: 11].
  • وَقَوْلُهُ ﷺ: ((أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ؛ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ؛ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ, وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ تَعَالَى)) .

شروط وجوب الزكاة

1- الإسلام: فلا تقبل من الكافر. 2- الحرية: فلا تجب على العبد؛ لأنه لا يملك – وننوه أن العبودية قد قضى عليها الإسلام فلا تجدها في زماننا -. 3- الملك التام: ومعناه أن يكون المال مملوكاً لصاحبه مستقراً عنده. 4- النماء: ومعناه أن ينمو المال ويزداد بالفعل أو يكون قابلاً للزيادة، كالأنعام التي تتوالد والزروع التي تثمر، والتجارة التي تزداد، والنقود التي تقبل النماء، ودليل هذا قوله صلى الله عليه وسلم: (ليس على المسلم في فرسه ولا عبده صدقة) رواه البخاري. قال الإمام النووي: »هذا الحديث أصل في أن أموال القنية –المعدة للاقتناء- لا زكاة فيها«. 5- الفضل عن الحوائج الأصلية: من مأكل ومشرب، وملبس ومسكن، والنفقة على الزوجة والأبناء، ومن تلزمه نفقتهم. 6- الحول: ومعناه أن يمر على امتلاك النصاب عام هجري، والدليل قوله صلى الله عليه وسلم: (لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول) [رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه بإسناد حسن]. ما عدا الزروع والثمار لقوله تعالى: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} [الأنعام:141]، وكذلك نتاج بهيمة الأنعام، ونماء التجارة؛ إذ حولها حول أصلها. 7- السوم: وهو رعي بهيمة الأنعام بلا مؤنة ولا كلفة، فإذا كان معلوفة أكثر العام ويتكلف في رعيها فليس فيها الزكاة عند الجمهور، لحديث: (في كل إبل سائمة في كل أربعين بنت لبون) [صحيح ابن خزيمة]، وفي كتاب أبي بكر رضي الله عنه قوله: (وفي الصدقة الغنم في سائمتها..) الحديث، [رواه البخاري]. حيث قيّد الزكاة بالسوم. 8- ملك النصاب: والنصاب هو القدر الذي رتب الشارع وجوب الزكاة على بلوغه، فمن لم يملك شيئاً كالفقير فلا شيء عليه، ومن ملك ما دون النصاب فلا شيء عليه، والنصاب يختلف من مال إلى مال


مستحقي الزكاة

حدد القرآن الكريم الأصناف الثمانية من مستحقي الزكاة في الآية الكريمة{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة:60]،

و لا يجوز صرف الزكاة إلى غير الأصناف الثمانية المذكورة في هذه الآية. ولتعريف بالأصناف الثمانية نبدأ :-

   الفقراء : الفقير هو المتصف بالفقر، وهو المحتاج احتياجا لا يبلغ بصاحبه إلى الضراعة والمذلة، وضده الغني.     
   الْمَسَاكِينِ: ذو المسكنة، وهي المذلّة التي تحصل بسبب الفقر، والمسكين هو المحتاج احتياجا يلجئه إلى الضراعة والمذلة.    فالمسكين أشد حاجة؛ لأن الضراعة تكون عند ضعف الصبر عن تحمل ألم الخصاصة، والأكثر إنما يكون ذلك من شدة الحاجة على نفس المحتاج. وتحت بندي الفقراء والمساكين يمكن إدراج بعض التصنيفات الفرعية هي :
       أصحاب الدخول الضعيفة     
       الأيتام 
       الأرامل 
       المطلقات 
       المسنون 
       المرضى 
       طالب العلم 
       العاطلون عن العمل 
       أسر المفقودين والسجناء     
       ذووا الاحتياجات الخاصة     
       الأسر المتعففة 
       المنكوبون
   َالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا: العاملون لأجلها، أي: لأجل الصدقات. ومعنى العمل: السعي والخدمة. وهم العمال الذين يقومون بجمع الزكاة من أصحابها, ويحفظونها, ويوزعونها على مستحقيها بأمر إمام المسلمين, فيعطون من الزكاة قدر أجرة عملهم, إلا إن كان ولي الأمر قد رتّب لهم رواتب من بيت المال على هذا العمل, فلا يجوز أن يعطوا شيئا من الزكاة،وقد تكفلت الدولة حفظها الله بكافة مصاريف العاملين في الصندوق بحيث يعود سهم هؤلاء لبقية المصارف.     
   َالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ: هم الذين تُؤَلّف، أي: تؤَنّس قلوبهم للإسلام من الذين دخلوا في الإسلام بحدثان عهد، أو من الذين يُرَغَّبون في الدخول في الإسلام؛ لأنهم قاربوا أن يسلموا. وللمؤلفة قلوبهم أحوال:
       فمنهم من كان حديث عهد بالإسلام، وعُرِف ضعفٌ حينئذ في إسلامه، مثل أبي سفيان بن حرب، والحارث بن هشام من مسْلَمَة الفتح، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إني أعطي قريشاً أتألفهم لأنهم حديثو عهد بجاهلية) [متفق عليه].     
       ومنهم من هم كفار أشدّاء لكف شرهم مثل عامر بن الطفيل.     
       ومنهم من هم كفار وظهر منهم ميل إلى الإسلام، مثل صفوان بن أمية، حيث قال: لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين وإنه لمن أبغض الناس إليّ، فما زال يعطيني حتى إنه لأحب الخلق إليّ. [رواه مسلم].     
   وَفِي الرِّقَابِ : وهم الأرقاء المكاتبون الذين لا يجدون وفاءً, فيُعطى المكاتب ما يقدر به على وفاء دينه حتى يعتق ويخلص من الرق, ويجوز أن يشتري المسلم من زكاته عبداً فيعتقه, ويجوز أن يفتدى من الزكاة الأسير المسلم; لأن في ذلك فك رقبة المسلم من الأسر من باب أولى؛ لأن الأسر أعظم ضرراً من الرق.     
   الْغَارِمِينَ: والمراد بالغارم المدين, وهو نوعان: أحدهما: غارم لغيره, وهو الغارم لأجل إصلاح ذات البين, بأن يقع بين قبيلتين أو قريتين نزاع في دماء أو أموال, ويحدث بسبب ذلك بينهم شحناء وعداوة, فيتوسط الرجل بالصلح بينهما, ويلتزم في ذمته مالاً عوضاً عما بينهم, ليطفئ الفتنة, فيكون قد عمل معروفاً عظيماً, من المشروع حمله عنه من الزكاة, لئلا تجحف الحمالة بماله, وليكون ذلك تشجيعاً له ولغيره على مثل هذا العمل الجليل, الذي يحصل به كف الفتن والقضاء على الفساد, بل لقد أباح الشارع لهذا الغارم المسألة لتحقيق هذا الغرض؛ ففي صحيح مسلم عن قبيصة, قال: تحملت حمالة, فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: (أقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها). الثاني: الغارم لنفسه, كأن يفتدي نفسه من كفار, أو يكون عليه دين لا يقدر على تسديده, فيعطى من الزكاة ما يسدد به دينه.     
    َفِي سَبِيلِ اللَّهِ: في سبيل الله, بأن يعطى من الزكاة الغزاةُ المتطوعة الذين لا رواتب لهم من بيت المال; لأن المراد بسبيل الله عند الإطلاق الغزو, قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ} وقال تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ}. كما تقام به وسائل الجهاد من آلات وحراسة في الثغور. وكذلك يدخل فيه جهاد الدعوة والكلمة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : (جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم) [رواه أحمد وأبو داود].     
   ابْنِ السَّبِيلِ: وهو المسافر المنقطع به في سفره بسبب نفاد ما معه أو ضياعه; لأن السبيل هو الطريق, فسمي من لزمه ابن السبيل؛ والدليل قوله صلى الله عليه وسلم : (لا تحل الصدقة لغني إلا في سبيل الله وابن السبيل) [رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه], فيعطى ابن السبيل ما يوصِّلُه إلى بلده. وإن كان في طريقه إلى بلدٍ قصدَه, أُعطي ما يوصِّلُه ذلك البلد, وما يرجع به إلى بلده.

أنواع الزكاة

تجب الزكاة في أنواع خمسة من المال هي:

  • النقود: سواء كانت سبائك أو مضروبة أو كانت حليا من ذهب أو فضة ونصابها هو (85 غراما) من الذهب والمال.
  • الفضة: نصابها (700 غراما).
  • الأنعام وهي: الإبل ونصابها أن تكون خمسا من الإبل لقوله صلى الله عليه وسلم: “ليس فيما دون خمس صدقة” (متفق عليه).
  • وزكاة البقر: قال صلى الله عليه وسلم: “في كل ثلاثين تبيع، وفي كل أربعين مسنة “( رواه أبو داود والترمذي وصححه ابن حبان والحاكم).
  • وزكاة الغنم لقول النبي صلى الله عليه وسلم:” في كل أربعين شاة شاة”.

زكاة الأنعام

النوع ……………. العــــدد ……………. الـواجـب أداؤه

الإبــل ………. من 5 إلى 10 ………… ففيها شاة (وهي التي بلغت سنة من الغنم وسنتين من المعز)

……………….. من 11 إلى 15 ……… شاتان

……………….. من 11 إلى 15 ……… شاتان

……………….. من 16 إلى 20 ……… ثلاث شياه

……………….. من 21 إلى 25 ……… أربع شياه

……………….. من 26 إلى 35 ……… ناقة بنت مخاض (وهي التي لها سنة ودخلت في الثانية)

……………….. من 36 إلى 45 ……… بنت لبون (وهي التي لها سنتان ودخلت في الثالثة)

……………….. من 46 إلى 60 ……… حقة (وهي التي لها ثلاث سنوات ودخلت في الرابعة)

……………….. من 61 إلى 75 ……… جذعة (وهي التي لها أربع سنوات ودخلت في الخامسة)

……………….. من 76 إلى 121…….. حقتان (فإن زادت ففي كل أربعين ابنة لبون وفي كل خمسين حقة)

البقر ………….. من 30 إلى 39 ……… تبيع (وهو عجل له سنة)

……………….. من 40 إلى 60 ……… مسنة وهي ما لها سنتان

……………….. من 61 إلى 70 ……… تبيعان

……………….. من 71 إلى 80 ……… مسنة وتبيع

……………….. من 81 إلى 90 ……… مسنتان

……………….. من 91 إلى 100 ……. ثلاثة أتباع

……………….. من 101 إلى 109 ….. ثلاث مسنات أو أربعة أتباع

الغنم ………….. من 40 إلى 120……… شاة

……………….. من 121 إلى 200 …… شاتان (فإذا زادت على الثلاثمائة ففي كل مائة شاة)

……………….. من 201 إلى 300 …… ثلاث شياه (ويؤخذ الجذع من الضأن، والثني من المعز)

  • زكاة التمر والحبوب:

شرط الحب والثمر أن يزهو – يصفر أو يحمر – وأن يفرك الحب وأن يطيب العنب والزيتون لقوله تعالى: “وآتوا حقه يوم حصاده” (الأنعام: 142) ونصابها والواجب فيها إن كانت تسقى بلا كلفة بأن كانت عثرية أو تسقى بماء العيون والأنهار العشر، وإن كانت تسقى بكلفة بأن تسقى بالدلاء والسواني ونحوها ففيها نصف العشر لقوله صلى الله عليه وسلم: “فيما سقت السماء والعيون أو كان عثريا العشر وفيما سقي بالنضح نصف العشر” (متفق عليه).

وقد أجمع العلماء على أن الزكاة واجبة في الحنطة والشعير والتمر والزبيب، وغيرها لا تجب فيه الزكاة لعدم ورود دليل على ذلك. فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم “بعثه إلى اليمن ليعلم الناس أمر دينهم فأمره ألا يأخذ الزكاة إلا من هذه الأربعة: الحنطة والشعير والتمر والزبيب” (رواه الدارقطني والبيهقي).

ونصاب التمر والحبوب خمسة أوسق والوسق، ستون صاعا والصاع أربعة أمداد.

أما الخضر والفواكه فقد رأى الفقهاء السابقون عدم وجوب الزكاة فيها لعدم وجود النص، ولأنها تتعرض للتلف ولا تدخر، أما في عصرنا الحالي فقد وجدت آلات التبريد مما يساعد على الاحتفاظ بها فرأى بعض فقهاء العصر، وفيهم الدكتور القرضاوي وجوب الزكاة فيها بأن تقوم وتضاف إلى المال.

أما العقارات فلا زكاة فيها إلا إذا كانت تذر على صاحبها أموالا فتخرج الزكاة من الأموال لا من قيمة العقار.

  • عروض التجارة: وهي إما رابحة ومحتكرة فإن كانت رابحة قومها المالك بالنقود رأس كل حول، ونصابها نصاب الذهب 85 غراما يجب فيها ربع العشر.
  • الركاز: وهي الكنوز المدفونة من الأموال والجواهر وغيرها من الأشياء النفيسة يؤدى عنها الخمس.
  • الديون: يجب فيها الزكاة على من أيقن الحصول عليها، فتضم إلى باقي المال.

6 – مصارف الزكاة ومستحقوها.

مصارف الزكاة ثمانية ذكرها الله عز وجل في كتابه “إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم” (التوبة: 60).

الفقراء: الفقير من لم يكن لديه من المال ما يسد حاجته وحاجة من يعول.

المسكين: وهو قد يكون أخف فقرا من الفقير أو أشد.

العاملون عليها: وهم الجباة والسعاة الذين يسعون لجمعها.

المؤلفة قلوبهم: المؤلف قلبه الرجل المسلم يكون ضعيف الإسلام وتكون له الكلمة النافذة في قومه، فيعطى من الزكاة تأليفا لقلبه، وجمعا له على الإسلام رجاء أن يعم نفعه ويكف شره.

في الرقاب: هم العبيد والرقيق الذين يرجى تحريرهم.

الغارمون: الغارم هو المدين المعسر الذي تحمل دينا في غير معصية الله ورسوله فيعطى من الزكاة ما يسد به دينه.

في سبيل الله: المراد به العمل الموصل إلى مرضاة الله وجناته وأخصه الجهاد لتبليغ كلمة الله تعالى، وكذلك المصالح الشرعية كعمارة المساجد وبناء المستشفيات والمدارس والملاجئ لليتامى.

ابن السبيل: هو المنقطع عن بلده فيعطى من الزكاة ما يسد حاجته في غربته وإن كان غنيا في بلاده، نظرا لما عرض له من فقر أثناء سفره وانقطاعه





More-didaquest.png 1الزكاة - Historique (+)


Définition graphique




Puce-didaquest.png Concepts ou notions associés


More-didaquest.png 1الزكاة - Glossaire / (+)





}}

Puce-didaquest.png Exemples, applications, utilisations

إذا استدان شخص مبلغا من المال يبلغ النصاب وحال عليه الحول قبل رده فعلى من تجب الزكاة. على الدائن أم المدين؟أفتونا جزاكم الله خيراً

فزكاة المال تجب على صاحبه، فمن أقرض غيره مبلغاً من المال، وكان هذا المال يبلغ نصاباً ‏بنفسه أو بما ضم إليه، فيجب على المقرض زكاة هذا المال إذا كان المدين مليئاً غير مماطل، ‏لأن هذا المال في حكم الوديعة، متى طلبه الدائن رده إليه المدين.‏ وإن كان هذا المال عند رجل معسر أو غني ولكنه مماطل، فيزكي صاحب المال هذا الدين ‏عند قبضه لسنة واحدة وإن مكث عند المدين أعواماً، هذا فيما يتعلق بالدائن. وأما المدين ‏فقد اختلف أهل العلم فيه على أقوال: هل يجب عليه أن يزكي ما بيده أم لا؟ وأقرب هذه ‏الأقوال إلى الصواب - إن شاء الله - هوأنه إذا كان له مال آخر لا زكاة فيه ويفي بقيمة ‏الدين، وجبت عليه زكاة الدين وإلا فلا.‏


(+)


Puce-didaquest.png Questions possibles



Puce-didaquest.png Liaisons enseignements et programmes

Idées ou Réflexions liées à son enseignement



Aides et astuces



Education: Autres liens, sites ou portails




Puce-didaquest.png Bibliographie